255

Casjad Masbuk

العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

Genres

وفي منتصف ربيع الاول حاز 43 الامير الكبير ابو احمد عبد الله بن الامام المستنصر بالله شرفا الى شرفه بحفظه القرآن الكريم فعملت دعوة عظيمة وخلعت خلع كثيرة بلغت الغرامة عليها عشرين الف دينار. وخلع مؤدبه وشيخه الشيخ العدل ابو المظفر علي 44 بن محمد بن الحسين بن النيار خلعة مذهبة فامتنع من لبس ذلك تورعا فخلع عليه غيرها وخلعت تلك على ولده وكان صغيرا واعطي خمسة الاف دينار وحمل الى داره ما حمله نيف واربعون حمالا.

وفي ثاني عشر شهر ربيع الاول برز 45 أمر الخليفة باحضار جماعة الولاة وأرباب الدولة واعيان 150 / ب/التجار الى دار الوزير ثم احضرت الصيارف واحضرت دراهم فضة منقوش عليها السمة الشريفة المستنصرية شفقة على رعيته وانقاذا لهم من الصرف المشتمل على الربا في المعاملة لهم فقابل الجماعة ذلك برفع الايدي بصالح الدعاء وقد نظم ابو المعالي القاسم بن هبة الله في ذلك ابياتا منها قوله:

لا عدمنا جميل رأيك فينا أنت باعدتنا عن التطفيف

ليس للجمع كان منعك للصرف ولكن للعدل والتعريف

وقال القاضي محمد بن ابي الفضل في ذلك ايضا:

يا من عرفنا من عوارفهم علمية معلومة الوصف

منع الربا والصرف عدلكم والعدل بعض موانع الصرف

لكم التمكن في سموكم ولكم علينا عادة العطف

اعلامكم مرفوعة أبدا وعدوكم ينجر بالحرف

ابدا تفرق كل ما جمع واو تصغر الألاف في الالف

وفي الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول، وصل 46 رسول بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل: وهو الامير امين الدين لؤلؤ وأحضر كراعا جميلا وتحفا والطافا وسأل اتصال ابنته بالامير حسام الدين ايبك الخاص تزويجا فاجيب الى ذلك، وكان العقد يوم السبت الثامن عشر من جمادى الاخرة، بصداق مبلغه عشرون الف دينار وكتب كتاب الصداق في ثوب اطلس ابيض وكان العقد في دار الوزير بحضرة قاضي القضاة ونائبه وحضرت 47 جماعة كثيرة من خواص الخدم وقال في ذلك عبد الحميد 48:

Page 465