Casjad Masbuk
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
Genres
ارسل 1 مقدم الاسماعيلية الى التتر يعرفهم ضعف جلال الدين بالهزيمة الكائنة عليهم، وحثهم على قصده عقيب هذا الضعف وضمن لهم الظفر به للوهن الذي اصابه. وكان جلال الدين سيء 2 السيرة قبيح التدبير لملكه لم يترك احدا من الملوك المجاورين له الا عاداه ونازعه الملك واساء جواره فلما وصلت الرسائل الى التتر يستدعونهم لقصد جلال الدين بادر طائفة منهم فدخلوا البلاد، واستولوا على الري وهمذان وما بينهما ثم قصدوا آذربيجان فحصروها ونهبوا وقتلوا من ظفروا، وجلال الدين لا يلقاهم ولا يقدر على منعهم، وقد ملىء منهم رعبا ثم اتفق ان عسكره اختلفوا عليه وخرج وزيره عن طاعته في طائفة كبيرة من العسكر وكان السبب في ذلك أن خصيا 3 لجلال الدين هلك وكان خاصا عنده، فوجد عليه وجدا عظيما، وحزن حزنا لم يسمع بمثله وامر الجند والامراء ان يمشوا في جنازته، رجالة، وكان في موضع بينه وبين تبريز عدة مواضع فراسخ، فمشي الناس رجالة ومشى جلال الدين بعض الطريق راجلا، والزمه امراؤه ووزراؤه الركوب فركب. فلما وصل الى تبريز امر اهل البلدان أن يخرجوا عن البلد، ولم يظهروا من الحزن والبكاء أكثر مما فعلوا، واراد معاقبتهم على ذلك فشفع فيهم امراؤه فتركهم ثم لم يدفن الخادم واستصحبه معه حيث سار وهو يلطم ويبكي وامتنع عن الاكل والشرب. وكان اذا قدم له طعام يقول احملوا من هذا الى فلان يعني الخادم، فقال له احد المماليك انه مات فأمر بقتل القائل، فلم يتجاسر احد أن يقول له انه مات بعد ذلك، وكانوا يقدمون اليه الطعام ويعودون يقولون له انه يقبل الارض ويقول أنني الآن اصلح مما كنت 4 فلحق امراءه الغيظ والأنفة من هذه الحالة ما حملهم على الخروج عن طاعته فبقي حيران لا يدري ما يصنع فلما خرج عليه التتر دفن الغلام 5 الخادم وأرسل الى الوزير واستماله فلما وصل اليه قتله. ولما صار 6 التتر في آذربيجان، قصد جلال الدين مدينة خلاط وكان عازما على أن يقصد ديار بكر والجزيرة ويقصد باب الخليفة ويستنجد جميع الملوك قاطبة فبلغه ان التتر يطلبونه، وانهم مجدون في اثره، فسار اليهم الى مدينة آمد، فجاء 7 طائفة من التتر يقصون اثره فوصلوا اليه، وهو بظاهر آمد فمضى على وجهه، وتفرق من كان معه من العسكر فقصد 7 طائفة منهم حران 8، فاوقع بهم الامير صواب 9 ومن معه من عسكر الكامل فاخذوا ما معهم من سلاح ومال ودواب، ومنهم من سار الى نصيبين والموصل وسنجار واربل فتخطفهم الرعايا وطمع فيهم كل احد. ولما انهزم جلال الدين من التتر على 10 آمد نهب التتر سواد آمد وميافارقين وغيرهما وقصدوا مدينة اسعرد 11 فقاتلهم اهلها فبذلوا لهم الامان فوثقوا بهم واستسلموا 146 / أ/اليهم فلما تمكن التتر منهم بذلوا فيهم السيف حتى كادوا يأتون على آخرهم 12 وكانت مدة حصارهم خمسة ايام قتل فيها منهم اكثر من خمسة عشر الفا ثم انتشروا في البلاد فوصلوا الى ماردين فاحتمى صاحبها بالقلعة ثم سار الى نصيبين فاقاموا عليها، ونهبوا سوادها وقتلوا من ظفروا به وغلقت ابوابها فعادوا عنها فمضوا الى سنجار فنهبوا جبالها 13 ودخلوا الخابور ومضى طائفة منهم على طريق الموصل وطائفة الى نصيبين الروم وهي على الفرات من اعمال آمد فنهبوها وقتلوا فيها خلقا كثيرا واحرقوا المدينة وسارت طائفة من التتر الى اعمال اربل فقتلوا من وجدوا على طريقهم ودخلوا اربل فنهبوا القرى، وقتلوا اهلها، وعملوا الاعمال الشنيعة 14.
Page 445