وحين تريد الزوجة أن تترك زوجها لا يمنعها شيء، خاصة إذا كان الزوج شريفا، ولا يقبل أن يعيش مع زوجة لا تحبه.
طلقت الزوجة من زوجها، وتركت طفليها له، ومكثت شهور العدة في بيت أبيها، ثم تزوجت السيارة والابتسامة الآسرة.
كانت قد ورثت عن أمها نصف بيت فباعته؛ فهي لم تعد في حاجة إلى رأس المال يؤمن حياتها فليس بعد غنى زوجها أمان. وهي تريد ثمن نصف البيت هذا لتشعر أنها غنية أيضا.
وكان أبوها رجلا في أخريات عمره يعيش مما يتقاضاه من معاش.
ويبدو أن الأب لم يكن راضيا عن تصرف ابنته، ويبدو أن الموت قد حلا له أن يختطفه دون إبداء أسباب؛ فالموت غير محتاج إلى تقديم أسباب.
وأصبحت الزوجة القديمة الجديدة ولا عائل لها إلا زوجها.
وما هي إلا شهور قلائل حتى اتضحت الأمور جميعا. الابتسامة تكشير عن أنياب وليست ابتسامة؛ فالفتى ذو الأصل العريض كثير الشجار كثير المطالب لا يرضيه شيء.
والسيارة كانت آخر ما يملك، وكان لا بد أن يبيعها فهو لم يعد لديه ما ينفقه عليها، بل لم يعد لديه ما ينفقه إلا ثمنها. - ومن أين ستعيش بعد ذلك؟ - سأسافر إلى السعودية. - وإن لم تسافر؟ - المسائل منتهية.
وأنفق ثمن السيارة، ولم يبق شيء إلا ثمن نصف البيت ينفقان منه، وأوشك هذا المال أيضا أن ينفد.
ولكن مشروع السفر إلى السعودية اكتمل، فاشترى تذكرة السفر من مال زوجته، واتفق معها أن يسافر ويرسل إليها ما يمكنها من اللحاق به.
Unknown page