51

الآن سوف أربح نفسي وأخسر تيجانا كثيرة ليست في مقاس رأسي.

حبيبي محمد آدم.

الصغير الجميل القروي الطيب، الذي علمني أسماء الأشياء كلها والشياطين وأهل الكهف وكلبهم، وأسماء الشياه التي كانوا يمتلكونها واحدة واحدة، وقلت لي: «عندما يأتي المسيح الدجال والمهدي المنتظر سوف يصحو أهل الكهف ويحاربون مع المهدي المنتظر، وسوف يصبحون ملوكا إلى يوم القيامة.»

وهذا ما يذكرني بحكايتك الأخرى التي تأكدت من أنها ليست من بنيات أفكارك ... «حيث كنت تنجر الحكايات نجرا» ... إن قرية قرب قريتكم تسمى المهدية، إنهم يؤمنون بالإمام المهدي كمهدي منتظر حقيقي، وأنه لم يمت وهو في آخر الأرض يجند الناس للدعوة، وسوف يأتي في آخر الزمان، وأن المسيح الدجال هو القطار البخاري؛ لأنه بعين واحدة وصفيرا كنداء الشياطين، ويتنفش دخانا.

وقلت لي: وقالوا إنو دا هو آخر الزمان.

وعرفت أنك كنت تظن أن هذا هو آخر الزمان؛ لأن العراة الحفاة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان.

ولكني أريد أن أؤكد لك أنه أول الزمان.

نحن الآن في أول أول أول الزمان، وما زلنا في بدايات الحضارة الإنسانية وبداية تشكل الكون نفسه، لقد انسحبت أنت مبكرا من الحياة، ولو عشت مائة سنة أيضا ستمضي مبكرا، ولكن هناك تجارب كان يجب أن تحياها، تجارب صغيرة تافهة ... بلاد ومدن وبحار وبشر وسفر وموت وميلاد وحياة، لقد ولدت ومت في عصر واحد ومرحلة من الحكم واحدة، أسماها الناس اليوم «عصر الظلمات».

والآن نحن في عصر اسمه عصر «أمريكا»، وهو زمن به شران وخيران؛ أما الشران فالأول منهما أن لا أمان لاتجاهات السياسة الأمريكية؛ حيث إنها قد تتحالف مع الشيطان ذاته إذا كان يخدم مصالحها القومية العليا أو يدعم رئيسا ما لمرحلة ما. والثاني أن أمريكا تريد مقابلا تختاره هي وتقدره هي، وهو الخياران اللذان تهبنا إياهما.

أما الخيران فالأول منهما أنها تخيف حكامنا وتترقبهم وفي يدها عصا غليظة مانعة إياهم من إيذاء المواطنين تحت أي اسم أو شعار؛ دينيا كان أو سياسيا ...

Unknown page