78

Casal Musaffa

العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى‏ - الجزء1

Genres

بمعنى واحد، قال الشاعر لبيد:

سقى قومى بني مجد وأسقي

نميرا والقبائل من هلال

ومنهم/ 112/ من يفرق بينهما فيقول: سقيت فلانا إذا ناولته الماء ليشرب، وأسقيته إذا جعلت له شربا أو عرضته لأن يشرب بفيه، أو يسقي بزرعه، قال الله:

[وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا] ونسقيه مما خلقنا أنعاما [وأناسي كثيرا] [48- 49/ الفرقان: 25]، وقال الله عز وجل:

[وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء] فأسقيناكموه [وما أنتم له بخازنين] [22/ الحجر: 15]، فقول الله تعالى: وسقاهم ربهم هو كقولك:

«أعطاني الأمير كذا درهما» وإنما أمر الأمير بذلك فباشره خدمه بأمره فنسب إليه [لأنه حصل بأمره]، لا أنه تولى فعله، وكذلك ضرب الأمير اللص، وقطع الوالى يد فلان، وصلب الخليفة الخارجي، وكل ذلك يتولاه الجلادون والجلاوزة بأمره فنسبت إليه [لأنه ينفذ بأمره].

فكذلك يأمر الله سبحانه الملائكة فيسقون عباده فينسب إليه لأنه بأمره يكون.

وقد قيل: تأتيهم كئوس من أعالي الجنة إلى أيديهم لم يحملها كف ولا أبصر حاملها طرف، فلذلك قال: وسقاهم ربهم لأنهم يرون الكأس ولا يرون الساقي!

والطهور: هو الشراب العذب الملذ اللذيذ الذي ليس بنجس ولا مولد النجاسة ولا بمحرم كأشربة الدنيا.

وروي عن عطية أنه قال: [الشراب الطهور] هو الذي لا يبولون منه ولا يسقمون عنه.

فإن قيل: كيف قال: ولا تطع منهم آثما أو كفورا وكلام الله سبحانه تعالى عن الشك؟

قلنا: ليست الكلمة [أو] بموجبة للشك لأنها بمعنى الواو مفردة وقد يضع العرب/ 113/ «أو» موضع الواو، كما يضع الواو موضع «أو»، قال الله سبحانه:

فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع [3/ النساء: 4] أراد- والله أعلم-: أو ثلاث أو رباع ، وقال: وأرسلناه إلى مائة ألف أو

Page 97