ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
عرائس البيان في حقائق القرآن
Genres
وجل بدؤها وإليه عودها.
( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ) أي : من آذاك بالحجة الباطلة من المدعين الكاذبين فادع عليهم دعوة الحلم والانبساط ليهلكوا جميعا بدعوتك لأني خصصتك من بين الأنبياء بمقام المحمود واستجابة الدعوة في السجود.
قال جعفر الصادق : هذه إشارة في إظهار المدعين لأهل الحقائق لتفتضحوا في دعواهم عند أنوار التحقيق وبطلان ظلمات الدعاوي الكاذبة.
( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون (64) يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون (65) ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون (66) ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين (67) إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (68) ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون (69) يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون (70) يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون (71) وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون (72))
قوله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) هو إفراد القدم من الحدوث وإظهار الحق بنعت العبودية ، والخروج من رسم دعاوي البشرية ، ودفع النفس عن الالتفات إلى الأكوان والتجلي بمحبة الرحمن.
( ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ) أي : لا نتبع الهوى والدنيا وشهوتها ، ولا نلتفت بنعت الرياء والسمعة إلى غير الحق.
( ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) لا يفرح بالمدح والتزكية والعطاء والخدمة والرئاسة التي يتوقع بعضنا من بعض ، والإشارة فيه أنه أعلم الحق عباده بتجرد قلوبهم عما سواه.
Page 154