197

له عمرو : على إن لي حكمي إن قتل الله ابن أبي طالب ؛ واستوثقت لك البلاد.

فقال : أليس حكمك في مصر؟ فقال : وهل مصر تكون لي عوضا عن الجنة ، وقتل ابن أبي طالب ثمنا لعذاب النار؟! « الذي لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون ». فقال معاوية : إن لك حكمك أبا عبد الله إن قتل ابن أبي طالب. رويدا لا يسمع أهل الشام كلامك.

فقام عمرو فقال : معاشر أهل الشام ، سووا صفوفكم قص الشارب ، وأعيرونا جماجمكم ساعة ، فقد بلغ الحق مقطعه ، فلم يبق إلا ظالم ، أو مظلوم ..!

** يقاتلون طمعا في الحكم

وقام يزيد بن قيس الأرحبي خطيبا يحرض أهل العراق ، فقال : إن المسلم السليم من سلم دينه ورأيه ، وإن هؤلاء القوم والله ما إن يقاتلوننا على إقامة دين رأونا ضيعناه ، ولا على إحياء حق رأونا أمتناه ، ولا يقاتلوننا إلا على هذه الدنيا ليكونوا فيها جبابرة وملوكا ، ولو ظهروا عليكم لا أراهم الله ظهورا ولا سرورا إذن لوليكم مثل سعيد والوليد وعبد الله بن عامر السفيه ، يحدث أحدهم في مجلسه بذيت وذيت ويأخذ مال الله ويقول : لا إثم علي فيه! فكأنما أعطي تراثه من أبيه ، كيف؟ إنما هو مال الله أفاءه الله علينا بأسيافنا ورماحنا ، قاتلوا عباد الله القوم الظالمين الحاكمين بغير ما أنزل الله ، ولا تأخذكم فيهم لومة لائم ، إنهم إن يظهروا عليكم يفسدوا عليكم دينكم ودنياكم ، وهم من قد عرفتم وجربتم ، والله ما أرادوا باجتماعهم عليكم إلا شرا ، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

** عمرو بن العاص يرتجز

وارتجز عمرو بن العاص موجها كلامه لعلي (ع):

لا تأمننا بعدها أبا حسن

إنا نمر الأمر إمرار الرسن

Page 198