فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ). وأنا أحب أنت تعلموني ذات أنفسكم في قتل عثمان؟
فقام أهل الشام بأجمعهم فأجابوا إلى الطلب بدم عثمان وبايعوه على ذلك ، واوثقوا له على أن يبذلوا بين يديه أموالهم وأنفسهم حتى يدركوا بثأره أو تلتحق أرواحهم بالله.
وغني عن التفسير ما يحمل هذا الأسلوب من مغالطات لا تنطلي إلا على السذج والبسطاء من الناس ، فمتى كان معاوية هو ولي عثمان ، سيما مع وجود الولي الشرعي أعني الخليفة المفترض الطاعة ، وهو الإمام علي (ع)، فان عليا هو الولي بعد خلافته ومن حقه هو فقط الطلب بدم عثمان وله السلطة المطلقة في ذلك طبقا للموازين والأعراف الدينية والشرعية.
ولو تنازلنا وسلمنا بأن معاوية هو ولي عثمان ، فما علاقة علي بدم عثمان ، ولماذا يكون هو المستهدف بالثأر؟ لكنها السياسة الفاجرة التي تلصق الجريمة بابعد الناس عنها!!
لكن معاوية حين أمسى واختلى بأهله ، اغتم وذهبت به الفكر بعيدا ، فبالأمس كان طلحة والزبير قد دفعا ثمن نكثهما بيعة علي غاليا ، وها هي الحواضر الإسلامية برمتها تفتح ذراعيها لعلي ، ما عدا الشام. ترى ماذا يفعل؟ أيستسلم للأمر الواقع فيبايع وينتهي كل شيء وتنتهي أحلامه الكبار؟ أم أنه يقاوم بقميص عثمان وأنامل نائلة ، يستثير بهما عواطف البسطاء من الناس؟
إختار الثانية .. اختارها متأرجحة بين خطر الموت والقتل بسيف علي ، وبين مجد السلطان وانبساط الدنيا وزهو الملك إذا قدر لعلي أن يخسر الحرب أو على الأقل أن لا يكون هنالك لا غالب ولا مغلوب.
أما أن عليا صاحب الحق وأن الخلافة لازمه الطبيعي والأخلاقي والشرعي ، فهذا مما لا يحرك في ضمير معاوية شيئا. وان شئت فقل :
Page 170