32

Camil Sirri

العميل السري: حكاية بسيطة

Genres

بأقصى درجات الاستعداد، وافقه قائلا: «نعم. ولكن من أجل أن يفعلوا ذلك سيكون عليهم مواجهة مؤسساتهم. أترى؟ ذلك يتطلب جرأة غير عادية. جرأة من نوع خاص.»

طرفت عينا أوسيبون. «أتصور أن ذلك ما من شأنه أن يحدث بالضبط لك لو كنت أنشأت مختبرك في الولايات المتحدة. إنهم لا يصرون على اتباع الإجراءات الرسمية مع مؤسساتهم هناك.»

أقر الآخر قائلا: «ليس من المحتمل أن أذهب إلى هناك وأرى. ومع ذلك فإن ملاحظتك منصفة. إنهم يتمتعون بشخصية أقوى هناك، وشخصيتهم في المقام الأول لا سلطوية. إن الولايات المتحدة أرض خصبة لنا، أرض جيدة جدا. تمتلك تلك الجمهورية العظيمة جذور الدمار في داخلها. المزاج العام هو مخالفة القانون. ممتاز. قد يقتلوننا رميا بالرصاص، ولكن ...»

تذمر أوسيبون بقلق واضح: «إنك متعال علي للغاية.»

قال الآخر معترضا: «منطقي. المنطق له عدة أنواع. ويندرج هذا ضمن النوع التنويري. لا بأس بأمريكا. تتمثل الخطورة في هذا البلد، بمفهومه المثالي عن الشرعية. الروح الاجتماعية لهذا الشعب تكتنفها أحكام مسبقة صارمة، وذلك يضرب عملنا في مقتل. تتحدث عن إنجلترا باعتبارها ملاذنا الوحيد! وهذا أمر بالغ السوء. كابوا! ما حاجتنا إلى ملاذات؟ هنا، أنت تتحدث وتطبع وتحيك المؤامرات ولا تفعل شيئا. أعتقد أن هذا ملائم لشخص مثل كارل يوندت.»

هز كتفيه قليلا، ثم أردف بنفس القناعة والتروي: «يجب أن يكون هدفنا تفكيك الخرافات وعبادة الشرعية. لا شيء سيسرني أكثر من رؤية المفتش هيت ومن هم على شاكلته وهم يردوننا قتلى في وضح النهار بمباركة العامة. عندئذ، نكون قد ربحنا نصف المعركة؛ وربما يحدث تفكك الأخلاقيات القديمة في معبدها نفسه. ذلك ما يجب أن تستهدفوه. ولكنكم أنتم أيها الثوريون لن تفهموا ذلك أبدا. إنكم تخططون للمستقبل، وتضيعون أنفسكم في أحلام الأنظمة الاقتصادية المستمدة مما هو قائم؛ في حين أن المطلوب هو النسف التام وإرساء مفهوم جديد للحياة على أسس جديدة. سيعتني هذا المستقبل بنفسه لو أنكم فقط أفسحتم له المجال. لذلك لو كان لدي ما يكفي من المتفجرات، لزرعتها في أكوام على نواصي الشوارع؛ وبما أنني لا أمتلك ما يكفي، فإنني أبذل ما بوسعي بإتقان صنع مفجر يمكن الاعتماد عليه حقا.»

تمسك أوسيبون، الذي كان قد غرق في أفكاره، بالكلمة الأخيرة وكأنها طوق نجاة. «نعم. المفجرات التي تصنعها. لن أستغرب أن تكون واحدة من المفجرات التي تصنعها هي التي نسفت الرجل في الحديقة.»

اكفهر غضبا وجه الرجل النحيل الحازم الجالس في مواجهة أوسيبون. «تكمن الصعوبة التي أواجهها على وجه التحديد في إجراء التجارب العملية لمختلف الأنواع. لا بد من تجربتها في نهاية المطاف. علاوة على ذلك ...»

قاطعه أوسيبون. «من هذا الشخص يا ترى؟ أؤكد لك أننا في لندن لم نكن نعرف أي شيء، ألا يمكنك أن تصف الشخص الذي أعطيته المتفجرات؟»

استدار الآخر بنظارته إلى أوسيبون وكأنها زوج من الكشافات.

Unknown page