هل كنت عني راضيا أم نائي؟ •••
أسمعت القصب يشدو؟
ذلك القصب الشرقي الساذج الذي سبق شدو جبروت الفراعنة وجلال الأهرام وكتمان الهياكل - أسمعته يشدو تحت النخيل على ضفاف النيل عند حلول الشفق ؟
لكأن شدو عائشة شدوه.
إنها تجرب مزمارها في المجاملة، وتنتحب فيه بالرثاء، لتبلغ منه أشجى قرار وأحر زفير في شكايات الغرام. وتسمو به بعدئذ مرفرفة كالألحان المجنحة، في الابتهال إلى المهيمن على دوران الأكوان وحظوظ بني الإنسان.
الفصل السادس
أشعارها في الغزل والأخلاق والدين
شعرها الغزلي «الحب عارض في حياة الرجل، ولكنه حكاية حياة المرأة.»
كلمة شهيرة قالتها امرأة من أنبغ نساء العالم في فيض عاطفتها واتساع تفكيرها وفي مقدرتها الأدبية، هي مدام «دي ستيل» الفرنسية التي نالت شهرة غير مختلسة، ومجدا مستحقا، وإعجابا توافق وعبقريتها النادرة. وقد عاشت تلك المرأة الممتازة، عمرها وعواطفها تذوب جوعا، والظمأ إلى الحب الهانئ يبرح بها، ولم تفهم معنى السعادة، على قولها، إلا في الحب المتبادل الذي تم لها في الأعوام الأخيرة من حياتها.
المفروض أن تسير عاطفة الحب عند المرأة سيرها الطبيعي ابتداء بحب الوالدين، إلى حب الأخوة والأخوات، إلى حب الأقارب والأصدقاء، ثم يتجه الحب في حينه إلى الخطيب الذي تطلب فيه المرأة طبعا الحبيب، ثم حب الزوج والولد والعائلة الجديدة بشتى فروعها.
Unknown page