427

Al-ʿafw waʾl-iʿtidhār

العفو والاعتذار

Genres

فقال: أبا عمرو! إن الحجاج لا يكذب، ولا ينبح، ولا يعاوى. ولكن قم بين يديه، وأقرر بذنبك، واستشهدني على ما شئت.

قال: فوالله ما شعر إلا وأنا قائم بين يديه، فقال: أعامر؟ قلت: نعم أصلح الله الأمير. قال: ألم أقدم العراق فأحسنت إليك، وأدنيتك، ووفدتك إلى أمير المؤمنين واستشرتك؟!/ قلت: بلى. قال: فأين كنت من هذه الفتنة؟ قلت: استشعرنا الخوف، واكتحلنا السهر، وأحزن بنا المنزل، وأوحش الجناب وفقدنا الإخوان، وشملتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء، وهذا يزيد بن أبي مسلم قد كان يعرف عذري، وكنت أكتب إليه، فقال يزيد: صدق أصلح الله الأمير، قد كان يكتب إلي بعذره، ويخبرني بحاله. فقال الحجاج: هذا الآمن ضربنا بسيفه، ثم جاءنا بالأكاذيب.. كان وكان.. ثم قال لي: انصرف إلى أهلك راشدا.

Page 473