331

Al-ʿafw waʾl-iʿtidhār

العفو والاعتذار

Genres

حدثني الغلابي قال: حدثنا محمد بن عبيد الله المعروف بابن عائشة قال: حدثني أبي قال: لما كان يوم فتح مكة لجأ الحارث بن هشام إلى منزل أم هانئ بنت أبي طالب, واستجار بها فأجارته, فدخل عليها أخوها علي بن أبي طالب عليه السلام فأخبرته الخبر, فأخذ السيف ليقتله. فقالت أم هانئ: يابن أمي! قد أجرته. فلم يلتفت إلى قولها، فوثبت، فقبضت على يده، وقالت: والله لا تقتله، وقد أجرته. فلم يقدر على أن يرفع قدمه من الأرض، وجعل يتلفت منها فلا يقدر.

فدخل النبي صلى الله عليه وسلم إليها فتبسم، فقالت أم هانئ للنبي عليه السلام : ألا ترى يا رسول الله؟! إني أجرت رجلا، فأراد أن يقتله. فقال رسول الله: يا أم هانئ! قد أجرنا من أجرت، ولا تغضبي عليا، فإن الله يغضب لغضبه، أطلقي عنه. فأطلقت عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا علي! غلبتك امرأة؟.. فقال: يا رسول الله! ما قدرت أن أرفع قدمي/ من الأرض! فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لو أن أبا طالب ولد الناس لكانوا شجعانا

Page 374