263

وختموا الكتاب وكتبوا عنوانه إلى عمر بن الخطاب أمير المؤمنين. فلما قرأ عمر/ الكتاب اشتد غمه، وسأل بعض جلسائه عن جعدة السلمي فعرفه فقال: علي به الساعة. فلما أتي به، فنظر إليه داخلا من باب المسجد عليه جبة خز ومطرف خز، وقد رجل جمته ودهنها، يرفل في ثيابه قال: هذا جعدة الفاجر؟ قالوا: نعم. قال: جاد ما نعتك أصحابك! مزقوا عليه ثيابه. وأمر بجز شعره وعاقبه عقوبة شديدة، ونفاه من المدينة، فمكث حينا، ثم إن جعدة كتب إلى عمر:

ألا أبلغ أبا حفص رسولا ... أما من رجعة لك في طريد

فترحمني هداك الله إني ... أبيت الليل في علز شديد

أراعي النجم مكتئبا كأني ... أسير مفرد في عرض بيد

وما أنا بالبريء براة عذر ... ولا بالقاطع الحبل الشريد

Page 300