Cafw Wa Ictidhar
العفو والاعتذار
Genres
ويقال: إنه أدخل على عمر, وعليه لباسه من الديباج, وعلى رأسه تاجه, مكللا بالجوهر, وعليه سواران وخاتم ذهب. فجعل الوفد يسألون عن عمر, ويطؤون أثره, والهرمزان يعجب, ويقول: أما لملككم هذا مجلس معلوم, يأتيه فيه الناس ولا حجاب؟ قالوا: لا! ولكنه يخرج وحده, فيطوف في الأسواق والطرق. فلم يزالوا يطلبونه حتى هجموا عليه وحده في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ./ فجعل الهرمزان يعجب من عمر وهيبته, والناس يعجبون من الهرمزان ولباسه. فلما رآه عمر أفف به، وقال: أعوذ بالله من النار. ثم استعبر فبكى وقال: الحمد لله الذي أذل بالإسلام هذا وأشباهه. قالوا: يا أمير المؤمنين! هذا ملك الأهواز. قال: والله لا أكلمه حتى ينزع ما عليه. فأمر بما عليه فنزع، وألبس ثيابا غيرها، وكلمه عمر رحمه الله.
ومثله: روى الهيثم بن عدي قال: لما قتل شبيب الخارجي عتاب بن ورقاء الرياحي، وفل عسكره اتبع المنهزمين، فأدرك شبيب رجلا من أصحاب عتاب، فلما أحس به نزل عن فرسه، ونزع/ ثيابه/ وطرح نفسه في الفرات، فجاء شبيب فوقف عليه، وهو في الماء، فقال: اخرج إلي. قال: إني أخاف أن تقتلني قبل أن ألبس ثيابي. قال له: فأنت آمن إلى أن تلبس ثيابك. فقال: والله لا ألبسها أبدا! وانصرف عنه شبيب.
Page 226