389

Al-ʿAdl waʾl-Inṣāf lil-Wārjalānī

العدل والإنصاف للوارجلاني

Genres

وغرضنا أن يكون الكبير كفرا، فمن منعه أن يكون نفاقا لأهل الظهور فقد أتى/ بأكثر من غرضنا ومرادنا كما قال حذيفة.وإنما

هربوا أن يجعلوا الكبير كفرا ونفاقا جنوحا وميلا إلى الراحة. فمن قضى بالوعيد نهب الطمع في البيد.

القول في الشرك

والشرك على أربعة أوجه:

أحدها: يتصرف على وجوه؛ منها: أن يقيم غير البارئ مقام البارئ كعبادة الأوثان. ومنها أن ينكر وجود البارئ سبحانه. ومنها أن يجعل له شريكا في خلقه مما لا يتوهم أن للغير فيه شريكا وصنيعا كمن عزى جسما من الأجسام إلى غير الله تعالى خلقا. ومنها أن يجهل (¬1) بارئه سبحانه. ومنها أن يصفه بما يخرجه من معنى الألوهية، وتكذيبه في كلامه وتكذيب رسله وملائكته وجهله البعث والمعاد. وقد تقدم شرح هذا في الجهل والتجاهل والاستجهال./

والثاني: الشرك في الأفعال. وذلك أن يتقرب العبد بأفعاله إلى غير الله عز وجل مرآءاة وتزيينا وتصنعا كما قال الله تعالى: {من كان................. أحدا} (¬2) . وكما قال رسول الله عليه السلام: «الرياء هو الشرك الأصغر» (¬3) فهذا عليه العقاب كالأول.

الثالث: الإكراه. كما قال سبحانه: {... من كفر بالله بعد إيمانه ............................. عظيم} (¬4) . وكذلك إذا أكره على قول إلاهين اثنين. فقال بعضهم: لا شرك ولا كفر ولا معصية. واتفق الجميع على أنه لا معصية ولا ذنب ولا إثم ولا عقاب.

Page 391