375

Al-ʿAdl waʾl-Inṣāf lil-Wārjalānī

العدل والإنصاف للوارجلاني

Genres

الخليل عليه السلام حين سأله قال: {رب أرني كيف تحي ............... قلبي} (¬1) وذلك حين أراد الخليل عليه وعلى نبيا محمد السلام الترقي في درجات الإيمان إلى أعلاه، ولم يقتصد في اشرع على مبداه فطلب مشاهدة إحياء الموتى معاينة. والذي رضي الله عز وجل أول الظاهر من قوله: {بلى} وهو الإيمان الذي أشار إليه رسول الله عليه السلام بإيمان العجائز. فإذا تحقق العبد/ الإيمان وثبت ورسا في قلبه انتقل إلى درجة هي أقوى مما هو فيه وهي الظن. ومنه قول علي: الإيمان يبدو لمظة (¬2) في القلب كلما ازداد انشرح له القلب في الظن. والظن درجة في الإيمان أعلى من أوائله. فلذلك مدح الله تعالى به المؤمنين فقال عز من قائل: {الذين يظنون .................... راجعون} (¬3) وقال: {وظنوا أن ........................... ليتوبوا} (¬4) وذلك أن من سكنت نفسه إلى وجود البارئ ووقع في قلبه الإيمان به انتفى عنه الجهل واعتوره الشك والظن. وهما طريقتان أحداهما يمنة والأخرى يسرة والشك تردد وتوقف بين أمرين لا مزية لأحدها على الآخر آخذ نحو طريق الجهل والكفر. والظن ترجيح إحدى الجانبين فمهما ترجح جانب الظن "إلى جانب العلم كان ظنا لأنه جاوز حد الجهل إلى حد الإيمان. وحقيقة الظن" (¬5) : ميلان النفس إلى تحقيق ما اعتقده المؤمن وآمن بالله. والظن يئول إلى العلم. وجل أحكام الشريعة إنما بنيت على غلبات الظنون.

Page 377