يقول يكفي لإبطال النظريات الدروينية أن يتأمل الإنسان الحشرة؛ فإنها ظهرت في أقدم عصور الحياة الأرضية، وثبتت أنواعها في جميع الأحوال، فهي تناقض ما ذهبوا إليه من التحولات المستمرة البطيئة، وتناقض التطور بفعل الفواعل الخارجية، فإنها تنقلب داخل الشرنقة من حال الدودية إلى حشرة طائرة، ولا تأثير عليها من الخارج، كما أن الهوة عميقة بين الحال الأولى - وهي الدودية - والحال الثانية وهي حال الحشرة، وهي هوة تضيع فيها - ولا كرامة - جميع النظريات الدارونية واللامركية، فالحشرة أدت شهادة حسية لبطلان مذهب دروين، كما أثبت عجزه في تفسير غرائزها الأولية العجيبة المحيرة للعقل.
ولاس:
شيخ علماء الطبيعة، وشريك دروين في كتابه عالم الأحياء يقول: إن وجود هذه الأحياء يستلزم وجود قوة مرشدة مدبرة، فيستلزم وجود قوة خالقة، أوجدت المادة على أسلوب يجعل حصول هذه التنوعات من الممكنات ، وثانيا وجود عقل مرشد؛ لأنه لا بد من الإرشاد في كل درجة من درجات النشوء، وثالثا لا بد لهذه القوة الخالقة من غاية ترمي إليها فيما خلقته ودبرته في هذا الكون الوسيع، طوال هذه العصور الجيولوجية الغابرة والحاضرة، وعندي أن هذه الغاية هي الإنسان، هو المخلوق الذي يفهم شيئا من نواميس الطبيعة، ويستقصي أفعالها، ويدرك قيمة القوى التي فيها، ويستنتج منها وجود العقل المتسلط عليها.
دوكلتر فاج:
يقول إن القرابة في التاريخ الطبيعي للإنسان من القردة طبيعية، أن الإنسان في العهد الحفري الرابع وجد مشابها لنا في الصورة (مع أنه كان يجب أن يكون أقرب إلى أسلافه القردة) ثم قال: إننا لا نستطيع أن نعتبر ولادة الإنسان من القرد - أو من أي حيوان آخر - من الأمور العلمية.
جسندي:
سنة 1592 قال: ليس عندي شك في أن الله خلق العالم، إلا أنه لا بأس من معرفة كيف كان يمكن العالم أن يتكون من نفسه.
لامارك:
يسلم بوجود الله، وينسب إليه وجود الهيولي المركب منها الكون، ولكنه يقول: إنه تعالى بعد أن خلق الهيولي بخصائصها لم يفعل شيئا، وإن الحياة والأجسام الإلهية والعقل كلها نتائج الهيولي، ونتائج قواها، فهذا الرجل لا يخالف أهل الدين في وجود الخالق، بل يخالفهم في كيفية الخلق، والرأي عندي أن مذهبه هذا يتفق مع بعض المتكلمين من أهل المذاهب، ويسير مع القدرية أو المعتزلة الذين يقولون: إن الخالق وضع للكون نظاما تنطبق أصوله على مصالح المخلوقين في أفعالهم، قوى وقدرا، تصدر عنها آثارها بطريق التوليد والسببية، أو بطريق الإرادة والاختيار، وهم من هذه الناحية لا يخالفون الفلاسفة في قولهم بلزوم الآثار لمصادرها، أو تأثير قدرة المخلوقين في أفعالهم، باق منهم إلى اليوم طائفة الشيعة الإمامية الزيدية.
سبنسر:
Unknown page