وخطر محدق بها مما حولها، ومما هو في دخائلها وأحشائها ...
حالة تنذر بالزوال، وقلما تزول أمة يقظى في أوان انتباهها ... فتلك إذن حالة للتبديل والتجديد.
قبيلة
وقبيلة في تلك الأمة، في تلك المدينة ... لها شعبتان:
إحداهما من أصحاب الترف والطمع واستبقاء ما هو قائم، كما كان قائما على هواها ...
والأخرى من أصحاب التقوى والسماحة والتوسط بين مقام القوي الذي يجور ويطغى ويستبقي أداة الجور والطغيان، ومقام الضعيف الذي يحتمل الأذى، ويصبر على الكريهة، ولا يملك مع السيد الآمر إلا أن يذعن له، ويأكل من فضلات يديه.
بيت
وبيت من تلك الشعبة الوسطى له كرم النسب العريق، وليس له لؤم الثروة الجامحة والكبرياء الجائحة، والقسوة على من دونه من المحرومين.
ذلك هو بيت عبد المطلب من صميم قريش ومن ذؤابتها العليا، وإن لم يكن معدودا من أثرياء القبيلة القرشية في ذلك الأوان ...
ورأس هذا البيت - عبد المطلب - رجل قوي الخلق، قوي الإيمان فيما آمن به، حكيم مع قوة طبعه وشدة إيمانه، خليق أن ينجب العقب الذي يبشر بدعوة وينضح عن دين.
Unknown page