Cabqariyyat Imam Cali
عبقرية الإمام علي
Genres
ألم يكن الصديق إماما كعلي؟ ... ألم يكن الفاروق إماما كعلي؟ ... ألم يكن عثمان إماما كعلي؟ ... ألم يكونوا خلفاء راشدين إذا قصدت الخلافة الراشدة بعد النبوة؟ ...
بلى كانوا أئمة مثله، وسبقوه في الإمامة ...
ولكن الإمامة يومئذ كانت وحدها في ميدان الحكم بغير منازع ولا شريك، ولم يكتب لأحد منهم أن يحمل علم الإمامة؛ ليناضل به علم الدولة الدنيوية، ولا أن يتحيز بعسكر يقابله عسكر، وصفة تناوئها صفة، ولا أن يصبح رمزا للخلافة يقترن بها ولا يقترن بشيء غيرها ... فكلهم إمام حيث لا اشتباه ولا التباس، ولكن الإمام بغير تعقيب ولا تذييل هو الإمام كلما وقع الاشتباه والالتباس ...
وذاك هو علي بن أبي طالب، كما لقبه الناس وجرى لقبه على الألسنة ... فعرفه به الطفل وهو يسمع أماديحه المنغومة في الطرقات، بغير حاجة إلى تسمية أو تعريف ... •••
وخاصة أخرى من خواص الإمامة، ينفرد بها علي ولا يجاريه فيها إمام غيره، وهي اتصاله بكل مذهب من مذاهب الفرق الإسلامية منذ وجدت في صدر الإسلام، فهو منشئ هذه الفرق أو قطبها الذي تدور عليه، وندرت فرقة في الإسلام لم يكن علي معلما لها منذ نشأتها، أو لم يكن موضوعا لها ومحورا لمباحثها، تقول فيه وترد على قائلين.
وقد اتصلت الحلقات بينه وبين علماء الكلام والتوحيد، كما اتصلت الحلقات بينه وبين علماء الفقه والشريعة، وعلماء الأدب والبلاغة ... فهو أستاذ هؤلاء جميعا بالسند الموصول ...
أما الفرق التي جعلته موضوعا لها ومحورا لمباحثها، فحسبك أن تذكر الخوارج والروافض والشيعة والناصبين وأهل السنة، فتكون قد ذكرت جميع الفرق الإسلامية بلا استثناء أو باستثناء جد يسير.
وهنا تشتبك الفروع وتتأشب الأفانين، فترى الفرقة الواحدة مزيجا من التصوف والسياسة، كالباطنة على اختلافها ... وقد تترامى بها الفروع حتى تصل إلى القائلين بمذهب الباب أو مذهب البهاء، وهم طرف مقطوع أو موصول، من بعض تلك الأصول ...
فالإمام أحق لقب به، وهو أحق الأئمة بلقب الإمام! ...
ولقد كانت له آية من آيات الشهداء في كثير من صفاته، وكثير من معارض حياته، وطوارئ أوقاته ...
Unknown page