30
والربان.
31
ومثل الخلق كمثل النهر المتدفع، تحبسه الشواطئ والقناطر، ويفيض في موعد، ويعرف له مجرى، ويحسب له مقدار.
ولكن، ما القول في السيل العرم؟
ما القول في السورة الجامحة التي ليست بفكر يسوس ويساس، ولا بخلق متميز بسماته وخصائصه ومراميه؟!
هنا تبدو لنا قوة الضوابط والقيود، وهنا أيضا كانت ضوابط الإيمان القوي في نفس عمر كأقوى ما تكون.
ولا أحسب أن قلبه الكبير جمحت به في الجاهلية أو الإسلام سورة أكبر من سورته يوم نعي النبي إلى المسلمين، فأنكر أن ينعى، وأبى أن يسمع صوتا بين المسلمين يزعم أن محمدا قد مات، وصاح والناس في رهبة منه كرهبتهم من شبح الموت المخيم يومئذ على الرءوس: «والله إني لأرجو أن تقطع أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه قد مات.»
ثم أقبل أبو بكر من مسكنه على فرسه، فنزل فتمشى وئيدا صامتا لا يكلم أحدا، وتيمم النبي وهو مغشى بالثوب، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه وقبله، وبكى.
ثم أحس صولة عمر وهو يكلم الناس، فخرج إليهم فقال: اجلس يا عمر. وأقبل على المسلمين يكلمهم بكلام السماء: «أما بعد، فمن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات،
Unknown page