205

Cabd Rahman Nasir

عبد الرحمن الناصر

Genres

فأمسك بيدها وقال: «ادخلي إلى البيت وافعلي ما شئت. لا فائدة من بقائك هنا. قومي ادخلي.»

فأطاعته ونهضت حتى دخلت البيت وعرجت إلى أقرب الغرف فوقفت إلى الحائط وهي في غاية الاضطراب.

فجثا أمامها جثو المتضرع وقال: «آه يا حسناء! والله إني أحبك، أحبك، وتحبك كل جارحة من جوارحي. قد تعرضت للأخطار واقترفت الذنوب وأتيت الفظائع طمعا في الوصول إليك، فهل يعقل أني أخونك؟ سترين مني ما ينسيك هذا العذاب. نعم إني أسأت إلى كثيرين، ولكنني فعلت ذلك في سبيل حبك، ارحمي متيما لا يطلب من الدنيا سواك.» قال ذلك في تذلل ويكاد الدمع يتناثر من عينيه وهو شاخص إليها.

الفصل الثاني والسبعون

اليأس

أما هي فكانت تسمع كلامه وهي مطرقة، فلما فرغ من قوله دفعته بيدها وقالت: «أتعترف بجرائمك وذنوبك ثم تطلب إلي أن أحبك؟! إني لا أحبك ولا أستطيع أن أحبك.»

فتلملم واعتدل في مقعده وقال: «نحن هنا وحدنا وترينني أستعطفك وأتذلل لك فلا تستبدي بي واسمعي نصحي.»

قالت الزهراء: «إن من يزعم أنه محب لا يكذب على حبيبته ولا يخونها.»

قال سعيد: «أنت حبيبتي. ومتى خنتك؟!»

قالت الزهراء: «ألم تأت بي إلى هنا لمشاهدة أخي، فأين هو؟»

Unknown page