فيا لها من فتاة!
ولقد غفرت لها كل ما جرته علي، لأنها مكنتني من شفاء غيظي وغلي! ... مائة قرش! يا حفيظ يا رب!
الكلب
كنا في قهوة «الحاج إلياس» على طريق «ضهور الشوير»، أو على الأصح في بستان فاكهة وزهر على هذا الطريق، وكان معي أسرتي زادها الله عددا، وأبقاني لها ذخرا ومددا، فما أعرف لي عملا في الحياة إلا أن أزود هذا الجيش المبارك بالزاد والعتاد، وكنا قد أكلنا هنيئا، وشربت أنا مريئا، وبقي البطيخ والفاكهة ولا محل لها، فقلنا نرجئها ساعة أو بعض ساعة، وخفت أن تسبق معداتهم معدتي في الهضم، فأغبن، فقلت أتمشى، ومضيت إلى واحد من رجال القوة وقلت: «يا حاج إلياس.»
ولم يكن هو الحاج - كما عرفت فيما بعد - ولكنه وثب إلى قدميه أو عليهما أو لا أدري كيف وقال: «نعم سيدي!»
قلت: «سأتمشى قليلا.»
قال: «تكرم سيدي.»
قلت: «هل هنا طريق؟»
قال: «نعم سيدي.»
قلت: «وصيتك العيال!»
Unknown page