قلت: «نعم، ولكني لا أشتهي الآن شيئا، زالت الرغبة بزوال اللحظة وما انطوت عليه من قوة الإغراء.»
قالت: «ولكني لا أستحق أن تقبلني ... لست بجميلة ...»
قلت: «يا بنت حواء من تخدعين؟ إنك جميلة وتعرفين ذلك، ولكنه يسرك أن تسمعي الثناء على حسنك من أفواه الرجال، ولو كنت تكرهينهم، بل إنك لا تكرهين منهم كضنهم عليك بالثناء، ولكني لا أنوي أن أجاريك فأقصري يرحمك الله واحذري أن تهيجي هذا البركان النائم.»
قالت: «مسكين ... إني آسفة.»
قلت: «لا أسف ... هبيني قبلتك، فماذا إذن ... ماذا كنت أفيد ... ما عمر قبلة ... أنت هكذا أحلى في خيالي.»
قالت: «أويعيش الناس بالخيال؟»
قلت: «أتراني أخطأت إذ لم أقبلك؟»
فرشتني بالماء، فطوقتها وأهويت بفمي على شفتيها وخديها وعينيها وشعرها ... وقلت وأنا أفك أسارها: «هذا عقابك.»
فعادت إلى الماء ترشني به لأني قبلتها، وكانت ترشني لأني لم أفعل، فما أشد حيرة الرجل مع المرأة وأعظم جهله بها!
العبرة بالخواتيم
Unknown page