82

فإن أيام الربيع تمضي وتعود (والعود أحمد)، والبدر يستأذن (ويرحل) ثم يزور (غبا)؛ وكذلك الأزهار (تذوي فتسقط) ولا تلبث أن (تعيد الأغصان سيرتها الأولى) عاما بعد عام؛ وهو من الاحتمال بمكان إنني أودعك (اليوم، لألقاك غدا).

ولكن حبذا المغالطة. فأبقي عليها قليلا؛ وحبذا الوهم، فلا تصرفيه على مثل هذه السرعة.

وعندما أقول لك «الوداع إلى الأبد» فصدقي ولتغش عينيك سحابة من الدموع لتزيدهما سوادا. ثم فابسمي (ولتبرق أسرتك) سرورا، ما شئت، متى عدت إليك (بالسلامة).

ما للحبيبة إن أتيت مودعا

بضواحك اللحظات تخفي الأدمعا

أترى ترى أم لا تراني راحلا

أم عندها أني أغيب لأطلعا •••

فصل الربيع يعود بعد صدوده

والحقل يشحب ثم يزهو ممرعا

والبدر إن هجر الكواكب زارها

Unknown page