220

Bustān al-Wāʿiẓīn wa-Riyāḍ al-Sāmiʿīn

بستان الواعظين ورياض السامعين

Editor

أيمن البحيري

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٩ - ١٩٩٨

Publisher Location

لبنان

وتجتنب الْأَعْمَال الدنية وَلَا تردها وتكثر الْبكاء وَالْحَسْرَة وتسيل الدُّمُوع وَالْعبْرَة وَتلْزم الفكرة وَالْعبْرَة وتسأل مَوْلَاك إِقَالَة العثرة فَحِينَئِذٍ يكون صيامك لَك من الذُّنُوب شِفَاء وَمن الْعُيُوب ستْرَة وجلبابا
أَيْن الصائمون أَيْن القائمون أَيْن الطائعون أَيْن الْعَامِلُونَ أَيْن السَّابِقُونَ أَيْن الخاشعون أَيْن الذاكرون أَيْن القانتون أَيْن الصادقون أَيْن الصَّابِرُونَ أَيْن المتصدقون أَيْن الآمرون بِالْمَعْرُوفِ أَيْن المغيثون الملهوف أَيْن التهاون عَن الْمُنكر أَيْن المستشعرون للفكر أَيْن السامعون للعبر بادوا وَالله مَعَ الصَّالِحين وانقلبوا مَعَ الْمُؤمنِينَ ونزلوا مَعَ النَّبِيين وَسَكنُوا مَعَ الصديقين وَبَقينَا وَالله مَعَ الْجَاهِلين وسكنا مَعَ الْفَاسِقين وتأسينا بالغافلين واصطلحنا على مَعْصِيّة رب بالعالمين
فصيامك يَا مِسْكين فِي وَجهك مَرْدُود وَأَنت عَن رشدك مغيب مَفْقُود وَعَن صلاحك ونجاحك غير مَوْجُود وَأَنت عَن بَاب مَوْلَاك مبعد مطرود وأعمالك بِالْفِسْقِ مَوْصُولَة وجوارك للعصيان مبذولة وألفاظك فِي الْغَيْبَة مجعولة وعزيمتك للطاعة محلولة وعبادتك فِي هَذَا الشَّهْر غير مَقْبُولَة وفرائض مَوْلَاك بِالْمَعَاصِي مهمولة
وأنشدوا
(الصَّوْم جنَّة أَقوام من النَّار ... وَالصَّوْم حصن لمن يخْشَى من النَّار)
(وَالصَّوْم ستر لأهل الْخَيْر كلهم ... الْخَائِفِينَ من الأوزار والعار)
(والشهر شهر آله الْعَرْش من بِهِ ... رب رَحِيم لثقل الْوزر ستار)
(فصَام فِيهِ رجال يربحون بِهِ ... ثوابهم من عَظِيم الشَّأْن غفار)
(فَأَصْبحُوا فِي جنان الْخلد قد نزلُوا ... من بَين حور وأشجار وأنهار)
فهنيئا لمن أطَاع الْملك الرَّحْمَن فِي شهر الرَّحْمَة شهر رَمَضَان لقد فَازَ بالحور والولدان فِي دَار السَّلَام والرضوان
صَبَرُوا الْأَيَّام القليلة فأعقبهم الرَّاحَة الطَّوِيلَة وَالنعْمَة الجزيلة كلما تعودت من الْخَيْر وَمَا تعْمل فِي هَذَا الشَّهْر جوزيت إِلَى آخر الْعُمر فَإِن الْخَيْر عَادَة وَالشَّر لجاجة
أَيْن أَنْت يَا صَائِم يَا قَائِم اقبل على الْخَيْر تفوز بسرور دَائِم
تَاجر مَوْلَاك فَإنَّك تربح وعامله فَإنَّك تفلح وَاعْتذر إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يقبل عذرك وَاسْتَغْفرهُ فَإِنَّهُ يغْفر ذَنْبك وارغب إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يكْشف كربك واسأله من فَضله فَإِنَّهُ يُوسع رزقك وَتب إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يعظم حظك يَا أخي هَذَا شهر تستر فِيهِ القبائح والعيوب وتلين فِيهِ النُّفُوس والقلوب وَتغْفر فِيهِ الأوزار

1 / 229