Bustān al-Wāʿiẓīn wa-Riyāḍ al-Sāmiʿīn
بستان الواعظين ورياض السامعين
Editor
أيمن البحيري
Publisher
مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤١٩ - ١٩٩٨
Publisher Location
لبنان
وَالْأَيَّام الْمنْهِي عَن صيامها سِتَّة يَوْم الْفطر وَيَوْم الْأُضْحِية وَثَلَاثَة أَيَّام بعد أَيَّام التَّشْرِيق وَيَوْم الشَّك
٣٤٤ - الصَّوْم اللّغَوِيّ
(يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا كتب عَلَيْكُم الصّيام) الْبَقَرَة ١٨٣ الصَّوْم ضَرْبَان صَوْم لغَوِيّ وَصَوْم شَرْعِي فالصوم فِي اللُّغَة هُوَ الْإِمْسَاك وكل مُمْسك عَن شَيْء فَهُوَ صَائِم
وذم أَعْرَابِي قوما فَقَالَ يَصُومُونَ عَن الْمَعْرُوف ويفطرون على الْفَوَاحِش
قَالَ الله تَعَالَى إِخْبَارًا عَن مَرْيَم ﵍ ﴿فَقولِي إِنِّي نذرت للرحمن صوما﴾ مَرْيَم ٢٦ يَعْنِي صمتا
يُقَال صَامَ النَّهَار إِذا ارْتَفَعت الشَّمْس وَيُقَال صَامت الْخَيل وَهُوَ قِيَامهَا من غير علف وَلَا حَرَكَة
قَالَ الشَّاعِر
(خيل صِيَام وخيل غير صَائِمَة ... تَحت العجاج وخيل تعلك اللجما)
أَي خيل تصهل وخيل لَا تصهل
٣٤٥ - صِيَام الْجَوَارِح
وَكَذَلِكَ حَقِيقَة الصّيام ترجع إِلَى اللُّغَة لِأَن مَا من جارحة فِي بدن الْإِنْسَان إِلَّا وَيلْزمهُ الصَّوْم فِي رَمَضَان وَفِي غير رَمَضَان فصوم اللِّسَان ترك الْكَلَام إِلَّا فِي ذكر الله تَعَالَى وَصَوْم السّمع ترك الإصغاء إِلَى الْبَاطِل وَإِلَى مَا لَا يحل سَمَاعه وَصِيَام الْعَينَيْنِ ترك النّظر والغض عَن محارم الله تَعَالَى لِأَن النَّبِي ﷺ قَالَ (من نظر إِلَى امْرَأَة نظرة حَرَامًا حَشا الله عَيْنَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة بمسامير من نَار حَتَّى يقْضِي الله بَين الْخلق ثمَّ يُؤمر بِهِ إِلَى النَّار إِلَّا أَن يَتُوب) وعَلى كل نظرة لفحة من لفحات جَهَنَّم
٣٤٦ - عِقَاب نظرة فِي الْحَرَام
ذكر عَن بعض الصَّالِحين أَنه نظر على وَجهه لمْعَة سَوْدَاء فَسئلَ عَنْهَا فَقَالَ نظرت يَوْمًا إِلَى امْرَأَة فتابعت النظرة بِأُخْرَى فَرَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت وَقد نشر الْخَلَائق فِي صَعِيد وَاحِد وَجِيء بجهنم وَنصب الصِّرَاط على متنها وَقَالَ الله تَعَالَى لي جز يَا عَبدِي فَاقْتَحَمت الصِّرَاط فَخرج لِسَان من نَار جَهَنَّم فَأحرق وَجْهي فأثر فِيهِ هَذِه اللمْعَة فَقَالَ الله تَعَالَى يَا عَبدِي نظرة بنظرة وَلَو زِدْت لزدناك
هَذَا فِي الْمَنَام من نظرة فَكيف بِمن تَابع النّظر وَلم يغض الْبَصَر وَصِيَام الْيَدَيْنِ أَن تقبضهما عَمَّا لَيْسَ لَك بِحَق وَلَا ملك وَأَن لَا تبسطهما إِلَّا بِمَا هُوَ لله ﷿
1 / 217