Bustan Wacizin
بستان الواعظين ورياض السامعين
Investigator
أيمن البحيري
Publisher
مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤١٩ - ١٩٩٨
Publisher Location
لبنان
وهوامها ودوابها من حر نَفسه قَالَ لَهُ وَمَا الزَّبَانِيَة وَمَا جَهَنَّم قَالَ الزَّبَانِيَة خلقُوا من النَّار هم مَلَائِكَة الْعَذَاب وجهنم دَار الْعَذَاب أوقد عَلَيْهَا النَّار أَرْبَعَة آلَاف سنة السّنة أَرْبَعَة آلَاف شهر الشَّهْر أَرْبَعَة آلَاف يَوْم الْيَوْم أَرْبَعَة آلَاف سَاعَة السَّاعَة أَرْبَعَة آلَاف نظرة النظرة الْوَاحِدَة مِقْدَار سَبْعمِائة ألف سنة من سِنِين الدُّنْيَا
وَهِي سَوْدَاء مظْلمَة من دَخلهَا طَال بلاؤه وحزنه
قَالَ لَهُ الزنديق لقد عجبت من قلَّة عقلك هَذَا كُله تعتقده وَأَنت سمين فوَاللَّه مَا اصدق أَنا بِشَيْء من هَذَا الَّذِي ذكرته إِلَّا بِالْمَوْتِ وَحده وَقد أَطَالَ حزني وذاب جسمي وَإِنَّمَا أَنْت من عداد الْأَنْعَام الَّتِي لَا تعقل فَالله الله إخْوَانِي اشكروا الله على مَا بِهِ أنعم عَلَيْكُم من جزيل نعمه إِذْ بعث إِلَى جَمِيع خلقه مُحَمَّد ﷺ أخرجكم بِهِ من الضَّلَالَة وأيقظكم بِهِ من سكرة الْجَهَالَة ثمَّ أتحفكم بطيبات رزقه وفضلكم على كثير من خلقه فَلَا تستعينوا بنعمه على مَعَاصيه فَإِن الْمَوْت لَا بُد مِنْهُ وَقد وعظكم الله
وَقَالَ رَسُول الله ﷺ (كفى بِالْمَوْتِ واعظا) فَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فليجعل الْمَوْت نصب عَيْنَيْهِ فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَتى يقدم عَلَيْهِ
وأنشدوا
(وَالْمَوْت سُلْطَان عَلَيْك مسلط ... إِذا حم لم يصرف بنهي وَلَا أَمر)
(ودارك إِمَّا شقوة أَو سَعَادَة ... وَمَالك من بَاب إِلَيْهَا سوى الْقَبْر)
(كفى عظة بِالْمَوْتِ إِن ركابه ... على سفر يهوي إِلَى حَيْثُ لَا يدْرِي)
٣١٠ - رفق ملك الْمَوْت بِالْمُؤمنِ
رُوِيَ أَن النَّبِي ﷺ كَانَ جَالِسا عِنْد مَرِيض فَرَأى ملك الْمَوْت عِنْد رَأسه فَقَالَ لَهُ (يَا ملك الْمَوْت ارْفُقْ بصاحبي) فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّد أَنا بِكُل مُؤمن رَفِيق
فَالله الله لَا تغفلوا عَمَّن لَيْسَ يغْفل عَنْكُم وَلَا تنسوا الْمَوْت فَإِنَّهُ لَا ينساكم وفقنا الله وَإِيَّاكُم لحسن الْعَمَل والفعال وهدانا وَإِيَّاكُم لصالح الْأَعْمَال إِنَّه الْجواد الْكَرِيم المفضال
1 / 184