Bunat Islam
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Genres
بينما كنت أتمثل عمر رضي الله عنه يؤبن الرسول، ويودعه الوداع الأخير، وهو أشد ما يكون حزنا وألما، مرت بخاطري مناظر تلك الجموع الحاشدة؛ جموع الأنصار، وهم أبناء قبيلتي الأوس والخزرج، وقد عقدتا مؤتمرا حينما بلغهما وفاة الرسول. •••
وإنني أقف خاشعا، مأخوذ اللب، شارد الذهن، مذهولا أو أشبه بالمذهول.
وإني لأشعر بيد المدعي تربت على كتفي، وهو ما زال يتلو أدعيته، قائلا: ما لك لا تردد ما أقول؟
قلت: قل.
قال: قل. وأخذت أردد ما يقول، وهو: «السلام عليك يا سيدي يا رسول الله، السلام عليك يا سيدي يا حبيب الله، السلام عليك يا خاتم النبيين، وإمام المرسلين، وسيد ولد آدم على الإطلاق، اللهم إني أودعت شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله في هذا المكان المطهر الشريف، إلى يوم الحشد العظيم.»
وعدت فشرد فكري، وعاودني ذهولي، فلم أعد أردد بقية دعاء المدعي، وجعلت روحي تحلق في جو من النور الإلهي الذي يشع على قلوب الزائرين فيضيء جوانبها، ويتسرب إلى صميمها.
وعاد المدعي فلاحظ ما أنا فيه من ذهول، فربت على كتفي، وقال: يا هذا، التفت.
فقلت: إلى أي شيء، وأنا أمام كل شيء؟!
قال: إلى الصديق، أبي بكر.
أبو بكر الصديق
Unknown page