186

Bulugh Arab

بلوغ الأرب وكنوز الذهب

Genres

قال أيضا: وأخرجه مسلم في آخر هذا الجزء على حد كراسين، وأخرج أيضا عقبه في هذا الفصل من (العمدة) بطريقه إلى الثعلبي من تفسيره قال: قال مقاتل والكلبي: لما قرأ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة قالوا له: حتى نرجع وننظر في أمرنا نأتيك غدا فخلا بعضهم إلى بعض فقالوا للعاقب -وكان ديانهم وذا رأيهم-: يا عبد المسيح ما ترى ؟ فقال: والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل ولقد جاءكم بالفضل من أمر صاحبكم والله ما لاعن قوم قط نبيا فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولئن فعلتم (ذلك)(1) لتهلكن وإن أبيتم [إلا تلف](2) دينكم والإقامة إلى ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فوادعوا الرجل، وانصرفوا إلى بلادكم فأتوا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وقد غدا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- محتضنا الحسن وآخذا بيد الحسين وفاطمة -عليها السلام- تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول لهم: ((إذا أنا دعوت فأمنوا))، فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. فقالوا(3): يا أبا القاسم قد رأينا أن لا نلاعنك وأن نتركك على دينك ونثبت على ديننا فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: فإن أبيتم المباهلة(4) فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم. فأبوا. فقال: فإني أنابذكم فقالوا: مالنا بحرب العرب طاقة ولكنا نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي لك كل عام ألفي حلة: ألف في صفر [68-ب] وألف في رجب، فصالحهم النبي [64أ-أ]-صلى الله عليه وآله وسلم- على ذلك وقال: والذي نفسي بيده إن العذاب قد تدلى على أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على الشجر ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا فقال الله تعالى: {إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم، فإن تولوا-أعرضوا عن الإيمان- فإن الله عليم بالمفسدين}[آل عمران:62-63]}(1).

ثم ساق بعده في هذا الفصل أيضا بطريقه إلى الخطيب ابن المغازلي الفقيه الشافعي -رضي الله عنه- ما رفع بسنده إلى جابر بن عبد الله قال: قدم وفد نجران على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: العاقب والطيب(2) فدعاهما إلى الإسلام فقالا: أسلمنا يا محمد قبلك قال: كذبتما وإن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام؟ فقالا: فهات أنبئنا! قال: ((حب الصليب وشرب الخمر وأكل الخنزير)) فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه أن يغادياه في الغداة فغدا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له، بالخراج فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم: ((والذي بعثني بالحق نبيا لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا))، ثم قال: قال جابر: فيهم نزلت هذه الآية: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم...}الآية[آل عمران"61].

Page 217