Kitāb al-buldān
كتاب البلدان
رحلنا غرابيب زيافة
بدجلة في موجها الملتطم
سوانح أيقن أن لا قرار
دون مباركة المعتصم
فلما دفعن لقاطولها
ودهم قراقيرها تصطدم
سكن إلى خير مسكونة
تقسمها راغب من أمم
مباركة شاد بنيانها
بخير المواطن خير الأمم
كأن بها نشر كافوره
لبرد ثراها وطيب النسم
كظهر الأديم إذا ما السحاب
صاب متنها وانسجم
مبرأة من وحول الشتاء
إذا بجره وانتظم (؟)
فما ان يزل بها راجل
بغيث سماء ولا يرتطم
يمر على رسله آمنا
نقي الشراك نقي القدم
بجرعاء لا صيفها ساطع
بنقع ولا آخذ بالكظم
تخرق في برها بحرها
فأجدف جوادنها بالسلم
فللضب والنون في بطنها
جوار ومرتبع للنعم
إذا ما الربيع بأنوائه
كساها زخارف مما نجم
وعمم أعلامها زهره
وجلل قيعانها والأكم
غدوت على الوحش منظومة
رواتع في نورها المنتظم
ورحت عليها وأسرابها
شوارع في غدرها تزدحم
كأن شوادن غزلانها
نجوم بأكنافها تبتسم
فلا أين عن وطن خصه
عقيد السماح وأس الكرم
وقال فيها أيضا [74 ب]:
كل البلاد لسرمرى شاهد
أن المصيف بها كفصل سواها
فيحاء طاب مقيلها ومبيتها
وغدوها ورواحها وضحاها
Page 371