صفا العيش في بغداد واخضر عوده
وعيش سواها غير صاف ولا غض
تطول بها الأعمار ان غداءها
مريء. وبعض الأرض أمرا من بعض
[قضى ربها أن لا يموت خليفة
بها، إنه ما شاء في خلقه يقضي] (1)
تنام بها عين الغريب ولا ترى
غريبا بأرض الشام يطمع في الغمض
فإن جزيت بغداد منهم بقرضها
فما أسلفت إلا الجميل من القرض
وإن رميت بالهجر منهم وبالقلى
فما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض
وكان تحول المنصور من الهاشمية إلى بغداد والابتداء ببنائها سنة خمس وأربعين ومائة. وذلك في اليوم العاشر من مرداذماه سنة إحدى وثلاثين ومائة ليزدجرد. وآخر يوم من تموز سنة ألف وثلاثمائة وسبعين للإسكندر. والشمس يومئذ في الأسد [35 أ] ثمان درجات وعشر دقائق وزحل في الحمل درجة وأربعين دقيقة. والمشتري في القوس ست درجات. والزهرة في الجوزاء ثلاثين درجة. وعطارد في الجوزاء أربع وعشرين درجة. والراس في الجدي خمسا وعشرين درجة.
قال: ووكل بالبناء قواده فقسمها بينهم أرباعا فدفع إلى الربيع الحاجب باب خراسان، وإلى أبي أيوب الخوزي وزيره باب الكوفة، وإلى عبد الملك بن حميد باب البصرة، وإلى ابن رغبان مولى محمد بن مسلمة الفهري باب الشام فبنوها.
قال: وعلى المدينة ثمانية [أبواب] (2)، خمسة منها كانت على مدينة في ظهر واسط يقال لها الزندروذ يقال إن الجن بنتها لسليمان بن داود (عليه السلام). وان الأبواب من عمل الشياطين له أيضا. فنقلها المنصور من هذه المدينة إلى بغداد لما بناها وهي الأربعة الأبواب الداخلة من كل باب. ومنها باب البصرة الخارج، والباب الخارج من باب خراسان، حمل من الشام، يقال إنه من عمل الفراعنة،
Page 291