كنت رجلا فادن مني. ثم حذفني بالعمود حذفة لو أصابتني لأوهنتني. ثم ظهرت ليوسف بن عمر - وكان جبانا- فأدخل رأسه في لحافه وصاح بجارية له يقال لها طائفية: ويلك بادري إلي، فما جاءته حتى بال في فراشه ولا أخرج رأسه حتى علم أنها عنده، وظهرت لابن هبيرة فانتضى سيفه وبادر إلي فاستترت منه، فقال: أما والله لو تظهر لعلمت أنك لا تروع أحدا بعدي.
وقال بشار بن برد يهجو واسط:
على واسط من ربها ألف لعنة
وتسعة آلاف على أهل واسط
أيلتمس المعروف من أهل واسط
وواسط مأوى كل علج وساقط
نبيط وأعلاج وخوز تجمعوا
شرار عباد الله من كل غائط
وإني لأرجو أن أنال بشتمهم
من الله أجرا مثل أجر المرابط
ذكر النبط وما جاء فيهم (1)
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا تبغضوا قريشا، ولا تسبوا العرب، ولا تذلوا الموالي، ولا تساكنوا الأنباط فإنهم آفة الدين وقتلة الأنبياء، إذا هم سكنوا الأمصار وشيدوا الدور ونطقوا بالعربية وتعلموا القرآن، استولوا على الناس بالمكر والخديعة فعندها يبغون الإسلام غوائله.
ويروى أنه كان لأبي هريرة صديق يكرمه. فقال له ذات يوم: إني قد أحببتك ولست أدري من أنت؟ قال: أنا رجل من أهل السواد. فقال له أبو هريرة: تنح عني!
فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: أهل السواد قتلة الأنبياء وآفة الدين،
Page 269