256

Al-Bukhalāʾ

البخلاء

Publisher

دار ومكتبة الهلال

Edition

الثانية

Publication Year

١٤١٩ هـ

Publisher Location

بيروت

يقصّر دونه العيال وقد قال الحسن: «ما عال أحد قط عن قصده» .
وقيل لشيخ من أهل البصرة: «مالك لا ينمى لك مال»؟ قال: «لأني اتخذت العيال قبل المال، واتخذ الناس المال قبل العيال»، وقد رأيت من تقدم عياله ماله فجبره الإصلاح، ورفده الإقتصاد، وأعانه حسن التدبير، ولم أر لشهواتي تدبيرا، ولا لشرهي صبرا. وقال إياس بن معاوية «١»: «إن الرجل يكون عليه ألف فيصلح فتصلح له الغلة، ويكون عليه ألفان فينفق ألفين فيصلح فتصلح له الغلة، فيكون عليه ألفان فينفق ثلاثة آلاف فيبيع العقار في فضل النفقة «٢»» . وذكر الحديث عن أبي لينة «٣»، قال: كنت أرى زيادا وهو أمير يمرّ بنا على بغلة في عنقها حبل من ليف مدرج «٤» على عنقها» . وكان سلم بن قتيبة يركب بغلة وحده، ومعه أربعة آلاف مرابطة «٥» . ورآه الفضل بن عيسى على حمار، وهو أمير، فقال: «قعود نبي وبذلة جبار «٦»»، ولو شاء أبو سيّارة «٧» أن يدفع بالعرب على جمل مهريّ «٨»، أو فرس عتيق لفعل، ولكنه أراد هدي الصالحين. وحمل عمر على برذون فهملج «٩» تحته، فنزل عنه، فقال لأصحابه: «جنّبوني هذا الشيطان» . ثم قال لأصحابه:
«لا تطلبوا العز بغير ما أعزّكم الله به» .

1 / 264