225

الأخذ بما جاء به حضرة الرسول صلوات الله عليه والأئمة الاثنا عشر من بعده.

وإن الصحبة في ذاتها ليست حصانة يتحصن بها من درجة الاعتقاد.

وعلى هذا الأساس المتين أباحوا لأنفسهم اجتهادا نقد الصحابة والبحث في درجة عدالتهم.

كما أباحوا لأنفسهم الطعن في نفر من الصحابة أخلوا بشروط الصحبة وحادوا عن محبة آل محمد عليهم السلام .

كيف لا ، وقد قال الرسول الأعظم : « إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي آل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

وعلى أساس من هذا الحديث ونحوه يرون أن كثيرا من الصحابة خالفوا هذا الحديث باضطهادهم لآل محمد ، ولعنهم لبعض أفراد هذه العترة. ومن ثم ، فكيف يستقيم لهؤلاء المخالفين شرف الصحبة ، وكيف يوسمون بسمة العدالة؟!

ذلك هو خلاصة رأي الشيعة في نفي صفة العدالة عن بعض الصحابة وتلك هي الأسباب العلمية الواقعية التي بنوا عليها حججهم.

والمتأمل يرى أن الفرق بين هذين الموقفين كالفرق بين المنهج الأخلاقي والمنهج العلمي ، وأن كلا المنهجين مكمل لصاحبه. (1)

هذا غيض من فيض ، وقليل من كثير من تاريخ الصحابة وأحوالهم وهي مشحونة بالصواب والخطأ والهدى والضلال. ضعه أمام عقلك وفكرك فاقض ما أنت قاض ولا تتبع الهوى. ( وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن

Page 232