وَفِيه يَقُول الشَّيْخ شرف الدّين البوصيري صَاحب الْبردَة:
(لقد عَابَ شعري فِي الْبَريَّة شاعرٌ ... وَمن عَابَ أشعاري فَلَا بُد أَن يهجى)
(فشعري بحرٌ لَا يرى فِيهِ ضفدعٌ ... وَلَا يسْلك الرعاد يَوْمًا لَهُ لجَّا)
١٧٢ - مُحَمَّد بن رضوَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن أَرقم النميري الْوَادي آشي أَبُو يحيى
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ صَدرا شهيرًا علما، حسيبًا أصيلًا، جم التَّحْصِيل، قوي الْإِدْرَاك، مضطلعًا بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة، إِمَامًا فِي ذَلِك، مشاركًا فِي علومٍ من حِسَاب وهيئة وهندسة، إِلَى سراوة وَفضل، وتواضع وَدين، حسن التَّقْيِيد، لخطه رونق. ولي قَضَاء بَلَده وبُرشانة، فحمدت سيرته. أَخذ الْقرَاءَات عَن جودي بن عبد الرَّحْمَن، ولازمه فِي اللُّغَة والعربية، وَأَجَازَ لَهُ، وَصَحب بغرناطة جلة من الْعلمَاء.
وَألف مُخْتَصر الْغَرِيب المُصَنّف، وكتابا فِي أَحْوَال الْخَيل، وشجرة فِي الْأَنْسَاب، ورسالة فِي الاسطرلاب، وَغير ذَلِك.
مَاتَ لَيْلَة السبت سَابِع عشر ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة.
١٧٣ - مُحَمَّد بن أبي زرْعَة الْبَاهِلِيّ النَّحْوِيّ أَبُو يعلى
أحد أَصْحَاب الْمَازِني. صنف نكتا على كتاب سِيبَوَيْهٍ.
قَالَ الزبيدِيّ بعد ذكر طبقَة الْمَازِني: ثمَّ برع بعد هَذِه الطَّبَقَة مُحَمَّد بن يزِيد الْمبرد، وَأَبُو يعلى بن أبي زرْعَة.
ولد يَوْم دُخُول صَاحب الزنج الْبَصْرَة، وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ.
وَقَالَ الْفَارِسِي فِي القصريات: كَانَ أَبُو يعلى أحذق من الْمبرد، وَإِنَّمَا قل عَنهُ لِأَنَّهُ عوجل.