156

Bugyat al-talab fi tarih Halab

بغية الطلب في تاريخ حلب

Investigator

د. سهيل زكار

Publisher

دار الفكر

وذكر أحمد بن الطيب السرخسي في كتاب المسالك والممالك في ذكر طرسوس قالوا: سميت بطرسوس بن الروم بن اليفن بن سام بن نوح. وقالوا: واسم طرسوس بالرومية تارسين. قال ابن الطيب في رحلة المعتضد: ورحلنا من المصّيصة نريد العراق الى أذنه، ومن أذنه إلى طرسوس، وبينها وبين أذنه ستة فراخ، وبين أذنه وطرسوس فندق بغا، والفندق الجديد، وعلى طرسوس سوران وخندق واسع ولها ستة أبواب، ويشقها نهر البردان. قلت وكانت طرسوس قد خربت وجلا أهلها في صدر الاسلام، خربها المسلمون حين غزوها وقاتلوا أهلها وهزموهم، ومضى من مضى منهم الى الروم، وكان ذلك في السنة التي فتحت فيها حلب وأنطاكية. فجدد عمارتها أمير المؤمنين الرشيد ﵀، وقواها وحصنها، ولم تزل قوتها تزيد وتتضاعف الى أن استولى عليها الروم في شعبان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة (٦٠ - و). قرأت في كتاب صفة الأرض والأقاليم وما تشتمل عليه تأليف أبي زيد أحمد بن سهل البلخي قال: وطرسوس مدينة كبيرة عليها سوران تشتمل على خيل ورجال وعدة، وهي على غاية العمارة والخصب، وبينها وبين حد الروم جبال، وهي الحاجز بين المسلمين والروم، ويقال ان بها زهاء ألوف من الفرسان فيما يزعم أهلها، وليس من مدينة عظيمة من حد سجستان الى كرمان وفارس والجبل وخوزستان وسائر العراق والحجاز واليمن والشامات ومصر الا وبها لأهلها دار وأكثر، أهلها ينزلونها اذا وردوها. وقال ابن واضح الكاتب في كتاب البلدان: وطرسوس مدينة بناها أمير

1 / 177