وإحلال ما أحل الله لهم في كتابه وتحريم ما حرم الله عليهم في كتابه وأن يخلعوا الانداد ويتبرأوا من الشرك والكفر وأن يكفروا بعبادة الطاغوت واللات والعزى وأن يتركوا عبادة عيسى بن مريم وعزيز بن حروة والملائكة والشمس والقمر والنيران وكل شئ يتخذ ضدا من دون الله وأن يتولوا الله ورسوله وأني يتبرأوا ممن برئ الله ورسوله منه فإذا فعلوا ذلك وأقروا به ودخلوا في الولاية فبينوا لهم عند ذلك ما في كتاب الله الذي تدعونهم إليه وأنه كتاب الله المنزل مع الروح الامين على صفيه من العالمين محمد بن عبد الله ورسول الله ونبيه أرسله رحمة للعالمين عامة الابيض منهم والاسود والانس والجن كتاب فيه نبأ كل شئ كان قبلكم وما هو كائن بعدكم ليكون حاجزا بين الناس يحجز الله به بعضهم عن بعض وإعراض بعضهم عن بعض وهو كتاب الله مهيمنا على الكتب مصدقا لما فيها من التوراة والانجيل والزبور يخبركم الله فيه بما كان قبلكم مما قد فاتكم دركه في أبائكم الاولين الذين اتتهم رسل الله وأنبياؤه كيف كان جوابهم لرسلهم وكيف كان تصديقهم بآيات الله وكيف كان تكذيبهم بآيات الله فأخبر الله عزوجل في كتابه هذا أنسابهم وأعمالهم وأعمال من ملك منهم بدينه ليجتنبوا ذلك أن يعملوا بمثله كيلا يحق عليهم في كتاب الله من عقاب الله وسخطه ونقمته مثل الذي حل عليهم من سوء أعمالهم وتهاونهم بأمر الله وأخبركم في كتابه هذا بأعمال من نجا ممن كان قبلكم لكي تعملوا بمثل اعمالهم فكتب لكم في كتابه هذا نبأ ذلك كله رحمة منه لكم وشفقا من ربكم عليكم وهو هدى من الضلالة وتبيان من العمى واقالة من العثرة ونجاة من الفتنة ونور من الظلمة وشفاء عند الاحداث وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من اللبس وبيان ما بين الدنيا إلى الآخرة فيه كمال دينكم فإذا عرضتم هذا عليهم فأقروا لكم به استكملوا الولاية فأعرضوا عليهم عند ذلك الاسلام والاسلام الصلوات الخمس
Page 204