179

Bughyat al-rāʾid limā taḍammanahu ḥadīth Umm Zarʿ min al-fawāʾid, taḥqīq al-Disūqī

بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد ت الدسوقي

Editor

أبو داود أيمن بن حامد بن نصير الدسوقي

Publisher

دار الذخائر

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Genres

وتابعهُ على ذلك سائرُ الشَّارحين، فقد ظهرَ لِي فيه معنى صحيحٌ- إنْ شاءَ اللهُ- في اللغةِ، بَيِّنٌ في التَّأويلِ، وهو أنْ يكونَ مأخوذًا مِنَ الغَيَايَةِ، وهي كلُّ ما أظلَّ الإنسانَ فوقَ رأسِهِ من سحابٍ وغيرِهِ ونحو ذلك، ومنه سُمِّيتْ الرَّايةُ: غَايةً؛ فكأنَّه غُطِّي عليه منْ جَهلِهِ، وسُتِرتْ عنه مصالِحُهُ (^١)، وهو كقولِهم: طَبَاقَاء.
قال ابن الأعرابَيُّ (^٢): الطَّباقاءُ: هو المُطبقُ عليه حُمقًا.
قال ابنُ دُرَيْدٍ (^٣): هو الَّذي تَنطبِقُ عليه أمورُه، فَلا يَهتدِي لِوجْهِها.
قال الأصمعِيُّ (^٤): هو الَّذي أمورُه مُطْبَقَةٌ عليه، ونحوه عن يعقُوبَ. /
وقال أبو عُبَيدٍ (^٥): هو العَيِيُّ الأحمقُ الفَدْمُ.
وكلُّ هذا قريبٌ بعضُهُ منْ بعضٍ؛ فلا فرقَ إذًا بينَ قولِها «غَيَايَاءُ» بالغَينِ،
/ و«طَبَاقَاء»، فلا يصحُّ إذًا قولُ من قال: إنَّ الغَينَ ليس بشيءٍ.
وقد يُمكنُ أنْ يكونَ أيضًا مأخوذًا منَ الغَيِّ، وهو الانْهِماكُ في الشَّرِّ، أو مِنَ الغَيِّ، وهي الخَيْبةُ، قال اللهُ تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم: ٥٩]، قيلَ: خَيْبةٌ، وقيلُ: غيرُ هذا (^٦)، كأنَّه خائبٌ مِنْ كُلِّ فضيلةٍ. /

(^١) ينظر: «غريب الحديث» لأبي عبيد (١/ ٩٣)، و«الصحاح» (غيا) (٦/ ٢٤٥١)، و«النهاية» (٣/ ٤٠٣).
(^٢) ينظر: «تهذيب اللغة» أبواب القاف والطاء (٩/ ٣٢)، و«تفسير غريب ما في الصحيحين» (ص: ٥١٩)، و«النهاية» (٣/ ٤٠٣).
(^٣) ينظر: «جمهرة اللغة» (٣/ ١٢٢٩).
(^٤) ينظر: «غريب الحديث» للخطابي (٢/ ٤٦٤).
(^٥) «غريب الحديث» لأبي عبيد (٢/ ٢٩٥).
(^٦) «الهداية الى بلوغ النهاية» لحموش (٧/ ٤٥٦٣)، و«إيجاز البيان عن معاني القرآن» (٢/ ٥٣٩)، وتفسير الماوردي = «النكت والعيون» (٣/ ٣٨٠)، وتفسير العز بن عبد السلام (٢/ ٢٨٣) و«اللباب في علوم الكتاب» (١٠/ ٤٧٩)، وتفسير القرطبي (١١/ ١٢٥).

1 / 183