116

Bughyat al-rāʾid limā taḍammanahu ḥadīth Umm Zarʿ min al-fawāʾid, taḥqīq al-Disūqī

بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد ت الدسوقي

Editor

أبو داود أيمن بن حامد بن نصير الدسوقي

Publisher

دار الذخائر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Genres

ومِنهُ قولُ الزُّهريِّ: «هَاتُوا مِنْ أَشْعَارِكُمْ فَإِنَّ الْأُذُنَ مَجَّاجَةٌ ولِلنِّفْسِ حَمْضَةٌ» (^١). أي أنَّهَا تَشتَهِي الشَّيءَ بعدَ الشَّيءِ كمَا تفعلَ الإبِلُ.
ومِنهُ قولُ أبِي الدَّرداءِ: «إنِّي لَأَسْتَجِمُّ نفْسِي بِبَعضِ اللهوِ لِيكونَ ذَلِك عَوْنًا لِي على الحقِّ» (^٢).
وقال عليٌّ ﵁: «القلبُ إذَا أُكرِهَ عَمِي» (^٣).
وقال بعضُ الحُكماءِ: «إنَّ لِلآذانِ مَجَّةً، وللقُلُوبِ مَلَلًا؛ فَفَرِّقُوا بينَ الحِكمَتَينِ؛ لِيكونَ ذَلِكَ استِجْمَامًا» (^٤).
وهذا كلُّه ما لمْ يكنْ دائمًا متصلًا، وإنَّما يكونُ في النَّادرِ والأحيانِ، كمَا

(^١) أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١/ ٤٣٢)، والخطيب في «الجامع» (٢/ ١٣٠)، والسمعاني في «أدب الإملاء» (٢٠١)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٥٥/ ٣٨١).
(^٢) لم أهتد إلى الأثر مسندًا، وينظر: «البخلاء» للجاحظ (٢/ ١٤١)، و«تأويل مختلف الحديث» (ص: ٤٢١)، و«الكامل» لابن المبرد (٢/ ٢١١)، و«إحياء علوم الدين» (٢/ ٣٠)، و«أخبار الحمقى والمغفلين» (ص: ١٥).
(^٣) أخرجه البلاذري في «أنساب الأشراف» (٢/ ١١٥)، من طريق إسرائيل بن يونس، أن عليًّا ﵁ قال: «إنَّ للقلوبِ شهوةً وإقبالًا وإدبارًا، فأتوا بها مِنْ قِبَلِ شَهْوَتِهَا وَإِقْبَالِهَا، فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا أُكْرِهَ مَلَّ». كذا لفظه، وهو منقطع؛ فبين إسرائيل وعلي بن أبي طالب ﵁ واسطتان على الأقل، وأخرجه باللفظ الذي ذكره المصنف محمد بن عثمان الأذرعي في كتاب «الوسوسة» - كما في «كنز العمال» (١٧٠٣) - من مسند عبدالله بن مسعود ﵁.
(^٤) نسب هذا القول إلى أرشيد بن بابك وهو أحد ملوك الفرس، ينظر: «الكامل» لابن المبرد (٢/ ٢١١)، و«العقد الفريد» (٢/ ١٢١)، و«نثر الدر» (٧/ ٣٦)، و«ربيع الأبرار» (١/ ٢٤).

1 / 119