بَابُ التَّبْكِيرِ إِلَى الْجُمُعَةِ
١٩٨ - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيِّ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ يَخْطُبُ وَقَدْ أَحْدَقَتْ بِهِ الْمَوَالِي فَأَقْبَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى دَنَا مِنْهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ غَلَبَتْنَا عَلَيْكَ هَذِهِ الْحُمَيْرَاءُ عَلَى وَجْهِكَ قَالَ: فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ عَبَّادٌ: وَكَانَ خَلْفَهُ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ كَتِفِي أَوْ مَنْكِبِي فَقَالَ: شَكَّ أَبُو مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: إِنَّا لِلَّهَ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، لَيَذْكُرَنَّ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ الْعَرَبِ شَيْئًا كَانَ يَكْتُمْهُ، قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ هَذِهِ الضَّيَارِطَةِ، يَتَمَرَّغُ أَحَدُهُمْ عَلَى حَشَايَاهُ، وَيُهَجِّرُ قَوْمٌ لِذِكْرِ اللَّهِ فَيَأْمُرُنِي أَنْ أَطْرُدَهُمْ فَأَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ، أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَيَضْرِبُنَّكُمْ عَلَى الدِّينِ عَوْدًا كَمَا ضَرَبْتُمُوهُمْ عَلَيْهِ بَدْءًا»