223

Sīrat al-Sayyida ʿĀʾisha Umm al-Muʾminīn

سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين

Editor

محمد رحمة الله حافظ الندوي

Publisher

دار القلم

Edition Number

الأولى / ١٤٢٤ هـ

Publication Year

٢٠٠٣ م

Genres

البحث الأول
علمها بالقرآن الكريم
الكل يعرف أن القرآن الكريم قد تم نزوله في مدة ثلاث وعشرين سنة، وعائشة (ض) زفت إلى الرسول ﷺ في التاسعة من عمرها، فيكون ذلك السنة الرابعة عشرة من نزول القرآن الكريم، أو من البعثة، وعلى هذا فإنها قد عاشت مع النبي ﷺ زهاء عشر سنوات، ونستوحي من ذلك أن أكثر من نصف القرآن الكريم يكون قد نزل قبل بلوغ عائشة (ض) سن الرشد. وبالرغم من هذا السن المبكر فلم يثبت أنها فوتت فرصة من فرص الاستفادة حتى أيام طفولتها - أيام اللهو واللعب - وتركتها تذهب سدى دون أن تغتنمها، وخاصة أنه لم يمر يوم إلا ويأتي فيه النبي ﷺ بيت أبي بكر طرفي النهار بكرة وعشية (١).
وكان أبو بكر الصديق (ض) قد ابتنى مسجدا بفناء داره، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن (٢)، وكانت عائشة (ض) تنتهز هذه الفرصة السانحة فتحفظ ما يقرع سمعها من آيات الكتاب الحكيم، وتعيها وتخزنها في ذاكرتها القوية التي وهبها الله تعالى إياها.
تقول (ض): «لقد أنزل على محمد ﷺ بمكة وإني لجارية ألعب ﴿بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾ [القمر: ٤٦]» (٣).

(١) تقول عائشة (ض): لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر عليهما يوم إلا يأتينا فيه رسول الله ﷺ طرفي النهار بكرة وعشية (صحيح البخاري كتاب المناقب برقم ٣٩٠٦).
(٢) صحيح البخاري كتاب الصلاة برقم ٤٧٦.
(٣) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير برقم ٤٨٧٦ وكتاب فضائل القرآن برقم ٤٩٩٣.

1 / 230