فهتف حسين: خفية؟!
فضغط الشاب على ذراع أخيه، وقال وهما يغادران آخر درجات السلم: ألا يقولون «من القلب للقلب رسول»؟!
17
جئت الآن وحدي، وسيجيء حسين بعدي، حتى لا يضيع وقتنا بلا ضرورة!
فقال سالم بأدب: هذا أفضل.
واتخذ كلاهما مجلسه، ولكن حسنين قال قبل أن يبدأ درسه: الأوفق أن تغلق الشرفة وتفتح الباب.
ونهض سالم فحقق رغبة أستاذه، ورأى الصالة مظلمة صامتة، ولكن لم يفتر أمله، فلا يزال في الوقت متسع للشاي، ثم للسكرية، وأراد سالم أن يتودد إلى مدرسه بأن يفضي إليه بما في نفسه فقال: بابا وماما عند ستي.
فخفق قلبه بعنف، ونظر إلى الغلام طويلا، ثم سأله: متى ذهبا ؟ - بعد العصر.
وساوره القلق أن تكون قد ذهبت معهما فتساءل: وكيف تبقى وحدك في البيت؟
فقال الغلام: معي أبلة بهية.
Unknown page