24

Belief in the Hereafter and Its Impact on Social Reform

عقيدة الإيمان باليوم الآخر وآثرها في إصلاح المجتمع

Genres

جاء في حديث عوف بن مالك السابق قوله ﷺ: «اعدد ستًا بين يدي الساعة: ... -فذكر منها- ثم موتان (^١) يأخذ فيك كقعاص (^٢) الغنم» (^٣). قال ابن حجر: (يقال إن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر وكان ذلك بعد فتح المقدس) (^٤). ٥ - استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة: عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبله منه صدقة، ويدعى إليه الرجل فيقول لا أرب لي فيه» (^٥). فقد تحقق كثير مما أخبرنا به الصادق المصدوق ﷺ فكثر المال في عهد الصحابة ﵃ بسبب ما وقع من الفتوح، واقتسموا أموال الفرس والروم، وفاض المال في عهد عمر بن عبدالعزيز ﵀، فكان الرجل يعرض المال للصدقة فلا يجد من يقبله. وسيكثر المال في آخر الزمان حتى يعرض الرجل ماله فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي فيه، وهذا -والله اعلم - إشارة إلى ما سيقع في زمن المهدي وعيسى ﵇ (^٦) من كثرة الأموال وإخراج الأرض لبركتها وكنوزها. ٦ - ظهور الفتن: وقد أخبر ﷺ أن من أشراط الساعة ظهور الفتن العظيمة التي يلتبس فيها الحق بالباطل، فتزلزل الإيمان حتى يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، كلما ظهرت فتنة قال المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف ويظهر غيرها فيقول: هذه هذه. ولا تزال الفتن تظهر إلى أن تقوم الساعة، روى الإمام مسلم عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا» (^٧).

(^١) مُوْتان: بضم الميم وسكون الواو هو الموت الكثير الوقوع، انظر فتح الباري (٦/ ٢٧٨). (^٢) قُعَاص بضم العين المهملة وتخفيف القاف، داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجاءة، انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (٤/ ٧٨)، ط. الأولى، تعليق: صلاح عويطة، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٨ هـ، وفتح الباري (٦/ ٢٧٨). (^٣) سبق تخريجه ص ٢١. (^٤) فتح الباري (٦/ ٢٧٨). (^٥) صحيح البخاري، كتاب الفتن (١٣/ ٨١ - ٨٢ - مع الفتح)، وصحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب كل نوع من المعروف صدقة (٧/ ٩٧ - مع شرح النووي). (^٦) انظر: فتح الباري (٨٧ - ٨٨). (^٧) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال قبل أن تظهر الفتن (٢/ ١٣٣ - مع شرح النووي).

1 / 24