هنيئا لك بهذه الزوجة (١)
ارتوت من نهر الحب الصادق والحنان المتدفق، فأورقت حبًا على حب وصفاءً على صفاء. لما أقبل العيد أرادت أن تكتسي حلة ملابس فوق حلة الإيمان فقالت لزوجها: لابد أن تذهب معي، فلن أذهب بدون محرم، لا أريد رجلًا غيرك يسمع صوتي! وأدنت على وجهها حجابًا سميكًا مستجيبة لأمر الله ﷿، متبعة في ذلك أمهات المؤمنين، فحرمت على الرجل الأجنبي أن يرى منها ظفرًا أو خصلة شعر، وقالت: هي حل لك، حرام عليهم. سارت بجواره خائفة وجلة أن تقع عليها أعين الرجال ونظراتهم! ولما خرجت من السوق فإذا العرق يتساقط من جبينها الوضاء، فقال وهو يتمنى أن يمسح تلك القطرات بيده: تلك يا زوجتي حبات الحياء خرجت! ولو انهملت مرة بعد أخرى
(١) قافلة سحاب