الأرملة وبناتها الثلاث.
والبيت حجرة.
والصمت الجديد.
والمقرئ الكفيف الذي جاء معه بذلك الصمت، وبالصمت راح يؤكد لنفسه أن شريكته في الفراش على الدوام هي زوجه وحلاله وزلاله وحاملة خاتمه، تتصابى مرة أو تشيخ، تنعم أو تخشن، ترفع أو تسمن، هذا شأنها وحدها، بل هذا شأن المبصرين ومسئوليتهم وحدهم، هم الذين يملكون نعمة اليقين؛ إذ هم القادرون على التمييز، وأقصى ما يستطيعه هو أن يشك؛ شك لا يمكن أن يصبح يقينا إلا بنعمة البصر، وما دام محروما منه فسيظل محروما من اليقين؛ إذ هو الأعمى، وليس على الأعمى حرج.
أم على الأعمى حرج؟
أكان لا بد «يا لي لي» أن تضيئي النور؟1
في البدء كانت النكتة.
وفي النهاية ربما أيضا تكون!
والنكتة في النكتة أنها ليست نكتة، ولكنها واقعة حدثت لأهل النكتة، صناعها المهرة، ورواتها العتاة.
النكتة لم تكن أن يستيقظ هذا العدد الكبير من الناس، لأول مرة في تاريخ حي الباطنية، وكر الحشيش والأفيون والسيكونال، ليؤدوا صلاة الفجر، هم الذين يبدأ نومهم بأذان الفجر.
Unknown page