في يوم السبت 6 ديسمبر (كانون الأول) 1975، وبعد فترة من الهدوء النسبي، أطلقت ميليشيا الكتائب مقاتليها في ساحة الشهداء وباب إدريس، فقاموا بخطف العشرات، وقتلوا أغلبهم، ثم حملوا الباقين إلى مقار حزبهم، فذبحوهم أمام أبوابها. وقاموا بمهاجمة المكاتب الحكومية، وخاصة شركة الكهرباء، حيث اغتالوا أكثر من مائتي مسلم. كما هاجموا المرفأ وأطلقوا النار على عماله، ثم ألقوا بجثثهم في البحر.»
مبنى شركة الكهرباء، المملوكة للدولة، في بيروت الشرقية، الكاميرا تركز على نافذة في الطابق الثالث عشر.
عنوان: «نجا رئيس الشركة، فؤاد بزري، المسلم السني، من المذبحة بفضل علاقاته الوثيقة برئاسة الجمهورية؛ إذ عمل من قبل مستشارا لاثنين من الرؤساء؛ فقد تلفن لمساعد الرئيس فرنجية، واتصل هذا على الفور بقيادة الكتائب، فتم تأمين حياته.»
مفترق طرق في بيروت، عربة يد ذات إطارات ثلاثة من الكاوتشوك، صحون وأكواب وأدوات منزلية تغطي سطحها، يدفعها صاحبها بسرعة وقد أحنى رأسه محتميا ببضائعه، قذيفة قوية تصيبه فتطوح به فوق عربته والدماء تنزف منه.
الإذاعة اللبنانية: مجددا نحن معكم، لا تتحركوا من منازلكم، كل الطرق غير آمنة.
سيارة فولكس فاجن انغرزت إطاراتها المثقوبة في الأرض، هيكلها امتلأ بثقوب متجاورة متساوية الأحجام إلا عندما يلتحم ثقبان منها.
ردهة مستشفى، أنين الجرحى، سلال مهملات يحوم حولها الذباب، السلال تمتلئ بالأقدام المقطوعة والعيون السائلة.
صحيفة «السفير»، العنوان الرئيسي: «قيادة الكتائب تعترف، الميليشيا تمردت وخطفت وقتلت».
دائرة قلمية حول فقرة من مقال بصحيفة «ليموند» الفرنسية: «دارت مذبحة يوم السبت في عدة أحياء من بيروت، وبطريقة منظمة للغاية، فهل هم أنصار تقسيم لبنان، أم عملاء أجانب إسرائيليون وأمريكيون، كما يقول الزعيم الماروني المستقل ريمون إدة، أم متطرفون يحلمون بلبنان مسيحي صغير؟»
متراس من الأتربة، شاب في ملابس عسكرية انحنى فوق مدفع كلاشينكوف، خلفه شاب ملثم ب «الحطة» الفلسطينية المزركشة، يثبت صاروخا من صواريخ أر بي جي الروسية المضادة للدبابات، استعدادا لإطلاقه، الشاب يحمل خزانة الصواريخ على ظهره.
Unknown page