قالت: اترك لي هذا لأهتم به. ما أريده منك هو أن تنهي علاقتك بها بمجرد سفرك. لا خطابات. ولا وعود من أي نوع. - أنا لم أقر بأن هناك شيئا بيننا. على أية حال أنا لست من المغرمين بكتابة الخطابات. - كنت واثقة أني أستطيع الاعتماد عليك.
نهضت واقفة وهي تحدجني بنظرة موحية، كأنما تؤكد حتمية انصياعي لطلبها. وصافحتني مودعة ثم انصرفت.
تابعت ببصري قامتها المنتصبة في اعتداد وهي تخطو بين الموائد، ثم دفعت حسابي وغادرت المقهى.
وجدت وديع منهمكا في إعداد صينية من البطاطس في الفرن، فعكفت على النسخة المنقحة من التعليق حتى انتهيت منها، ثم تلفنت لأنطوانيت وعرضت عليها أن أحضره لها بعد أن أنتهي من تناول طعام الغداء.
قالت: عندي بطاقتان لحفل الموسيقى العربية. ما رأيك في أن تأتي أنت ووديع ومعك التعليق، وأنا أحضر معي الشيك الخاص بالمكافأة؟
ناديت على وديع وأبلغته باقتراح أنطوانيت، فوافق على الذهاب.
قلت لها: موافقون. فقط هل يمكن استبدال الشيك بالنقد؟ لن يكون عندي وقت في الغد لصرفه.
قالت: سأحاول.
كان الحفل يبدأ في السابعة. وأتاح لي ذلك فسحة من الوقت لتناول الطعام، ومراجعة التعليق مرة أخيرة. وقبل السابعة بربع ساعة، أخذنا أنا ووديع سيارة أجرة إلى الجامعة الأمريكية.
واجهنا زحاما كبيرا أمام باب القاعة المخصصة للحفل. وعثرنا على أنطوانيت بمشقة. وكانت ترتدي معطفا من الفراء الصناعي الخفيف، فوق بنطلون الجينز المألوف، وحذاء بكعب رفيع مرتفع.
Unknown page