عنوان في صحيفة لبنانية: «مذكرة سوفييتية في عشر صفحات تحذر سوريا من المضي في ضرب المقاومة والحركة الوطنية اللبنانية».
عنوان في صحيفة الأنباء اللبنانية: «جنبلاط لمؤتمر وزراء الخارجية العرب: خدعكم تجار الفئة الانعزالية، وهم الأقرب إلى ملوككم ورؤسائكم».
عنوان في صحيفة فرنسية: «مقتل وليم حاوي رئيس المجلس العسكري الكتائبي خلال معارك تل الزعتر، أوساط المراسلين الأجانب في بيروت تؤكد أن قتله تم بتدبير بشير الجميل الذي حل محله في رئاسة المجلس العسكري للكتائب».
أمام مبنى المجلس العسكري للكتائب، بشير الجميل في ملابسه العسكرية يحيط به أنصاره.
عنوان: «تخرج بشير الجميل من مدارس الجزويت وجامعتهم؛ حيث درس القانون. لكن السلطة كانت أكثر إغراء له من المهنة المنتظرة.
تميز منذ صباع بالاندفاع والميل إلى العنف. وكان يلتجئ بسهولة إلى قبضتيه عندما تواجهه مشكلة من المشاكل، وتعددت هذه المشاكل عندما بلغ مرحلة المراهقة؛ فقد امتلأ وجهه بالبثور، واكتشف أن قامته قصيرة، وجسمه غير متناسق، ثم تبين بعد قليل أن الزعامة العائلية محصورة بين أبيه القوي، وأخيه الأكبر أمين، الذي تميز بالرشاقة والوسامة والمواهب الذهنية. لكنه لم ييأس، والتجأ إلى الشارع، وطوال خمس عشرة ساعة في اليوم، لا يكف خلالها عن التهام قطع الشكولاتة، كان يحضر حفلات الزواج والتعميد والجنازات والقداسات، متقربا إلى صغار الحرفيين، وأشباه العمال، والموظفين الصغار، وبقية المحبطين، في انتظار الفرصة الملائمة.»
مدرج جامعة دمشق، حافظ الأسد يخطب: «... يجب أن يفهم أولئك الذي يطرحون من بعيد، أني لست من هواة السلطة، ولست إلا فردا من أفراد هذا الشعب، ولن يبعدني شيء عن التحسس بأحاسيس هذا الشعب، واتخاذ القرار الذي أشعر أنه يعبر عن أحاسيس المواطنين في هذا البلد ورغباتهم. ... عندما بدأت أحداث لبنان منذ أشهر طويلة كان لنا تفسير لهذه الأحداث .. وقلنا إن المؤامرة لا تستطيع أن تحقق أهدافها إلا من خلال القتال. إذن لكي نحبط المؤامرة علينا أن نوقف القتال، وانطلقنا نعمل من أجل ذلك. ... لكن هناك من يريد أن تبقى المشاكل هي إياها؛ لأنه يريد أن يعمل؛ فبعض المسلحين الآن في لبنان ضد الأمن؛ فلو تحقق لفقدوا العمل، وهذه مشكلة. ... واستقبلنا كمال جنبلاط، وقلت له إننا نريد أن تعلمونا حقيقة ما تريدون .. تحدث عن العلمنة، دولة علمانية في لبنان. قلت له إن الكتائب متحمسة للعلمنة. لقد قال لي الشيخ بيار الجميل إنه لا يقبل للعلمنة بديلا. أنا مصر ومتمسك بدولة علمانية في لبنان. لكن مفتي المسلمين وإمام الشيعة وبعض رؤساء الوزراء ورؤساء مجلس النواب رفضوا العلمنة.
قال جنبلاط: خلونا نؤدبهم. لا بد من الحسم العسكري. من 140 سنة عم يحكمونا، بدنا نخلص منهم. هنا رأيت أن كل قناع قد سقط. المسألة هي مسألة ثأر وانتقام.
الحسم العسكري في بلد كلبنان، بين فئتين في وطن واحد، أمر غير ممكن. الحسم العسكري بالنسبة لأي مشكلة يعني تصفية هذه المشكلة تصفية نهائية. وهذا المعنى في لبنان غير ممكن؛ لأن عنصر القوة ليست الشرط الوحيد الذي يجب أن يوفر، وإنما هناك عناصر أخرى يجب أن تتوافر وهي غير متوافرة الآن. أما إذا كان الحسم العسكري المقصود هو أن يخلق حالا من القهر على الساحة اللبنانية، فهذا سينتج عنه بروز مشكلة جديدة في لبنان وفي هذه المنطقة. مشكلة شعب ما، دين ما، مشكلة لبنان أو جزء من لبنان. مشكلة مقهورين سيتعاطف معها العالم.
كلنا نستطيع أن نتصور أن هذا الحل لن يكون إطلاقا إلا بتقسيم لبنان، ستنشأ دولة يملؤها الحقد، دولة أكثر خطرا وأشد عداء من إسرائيل.
Unknown page