Bayn Din Wa Cilm
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Genres
Clavins
أنه لكي ترى أقمار المشترى، صنع الناس آلات تخلق الأقمار من حوله وهما. وعبثا حاول «غاليليو» مرة أخرى أن يحمي ذمار الحق الذي كشف له عنه بكتابات وجه بها إلى «كاستلي»
Castelli
البنديكتي، وإلى الغراندوقة «كريستين»
Christine
أظهر فيها أن تفسير الآيات المقدسة تفسرا حرفيا، لا يجب أن يطبق على حقائق العلم. فلم يفز من ذلك بجواب، اللهم إلا بفكرة أن مثل البراهين التي بثها في كتبه تلك إلا تزيده إلا مقتا واقتناعا بهرطقته وأنه أشد إفسادا من «لوثر» ومن «كالفن» معا.
إن الحرب ضد «النظرية الكوبرنيكية» بعد أن ظلت حتى ظهور «غاليليو» في همود، قد اشتعلت نيرانها وتلظت بعد ظهوره. ولقد أعلن رجال الكنيسة أن أعظم برهان على فسادها وقوف الشمس ليوشع. وزاد إلى ذلك اللاهوتيون فقالوا: «إن دعائم الأرض مثبتة تثبيتا بحيث إنها لن تتحرك أو تتحول عن مكانها. وإن الشمس تجري كل يوم من أحد طرفي السماء إلى الطرف الآخر.»
غير أنه على الرغم من ذلك كان منظار «غاليليو» يجوب أنحاء السماء، ولم يلبث غير قليل حتى أوحى للناس بآية أخرى، تلك هي جبال القمر ووديانه، فكان من ذلك حملة أخرى وحرب جديدة.
هنالك أعلن رءوس الكنيسة أن في القول بجبال القمر ووديانه وبأنه يستمد نوره من انعكاس ضوء الشمس على سطحه، مناقضة صريحة لما جاء في سفر التكوين من أن القمر عبارة عن ضوء عظيم، ومما زاد الطين بلة أن أحد الفنانين قد خط على وجه القمر في صورة دينية رسمها، صورة جبال ووديانه، بعد أن وضعه في مكانه العادي، تحت قدمي العذراء. ولم يكن لذلك من نتيجة سوى أن يذاع أن ذلك الفعل انتهاك لحرمة شيء مقدس، وأن الفنان هرطوق كافر بالله.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فإن الحرب اشتد أوارها وحمي وطيسها، عندما كشف المنظار عن بقع الشمس - أو كلفها - وعندما استنتج من حركة تلك البقع وتنقلها فوق سطحها أن الشمس تدور حول محورها، فإن المونسنيور «إلسي»
Unknown page