وأروع ما في الأمر كان غطاء الرأس الإغريقي.
نفس الغطاء الذي قلت لها إني أحبه، كانت ترتديه.
5
عدت ذلك اليوم إلى بيتي وأنا سعيد، سعيد لا أريد أن أبحث أسباب سعادتي، أريد أن أبقي ما بنفسي مقفلا ومختوما كالخطاب الآتي من حبيب لا أتفحصه أو أستعجل معرفة ما فيه.
وبدأت أفكر.
وكم كنت غبيا أحمق.
لماذا لم أدع الأمور تجري كما تجري؟
لماذا بدأت أدبر وأرسم الخطط؟
كان كل شيء يمشي على ما أهواه له، وكنت سعيدا بتلك الأحاسيس التي اجتاحتني كلما قابلتها، وإذا وضعت يدها في يدي أحسست أنها تذوب في يدي، وإذا حدثتني أحسست أنها تعطيني نفسها، بلا أدنى تردد، وبكل إرادتها واختيارها، ذلك البريق الذي كان يشع من عينيها كلما تلاقت عيوننا كان أروع من كلام، بل حتى ما كان يدور بيننا من أحاديث لم تكن مهمة؛ فأحاديثنا في الواقع كانت تتحول إلى موسيقى لا تهم مفرداتها كثيرا، فيتكلم الواحد منا ليخرج أصواتا حنونة منغمة يرد بها على أصوات أخرى صاعدة من حنجرة عزيزة ثانية.
ولكني على أية حال بدأت أفكر، خيل لي أن كلماتي وموسيقاي وضغطاتي لم تعد تكفي.
Unknown page